يوم لا ينسى

هذه التدوينة ليست عن خبر وصول فرقة البيتلز ” الخنافس ” إلى متجر آيتونز و لكنها تدوينة عن ما فعلته آبل إذاء هذه الصفقة

هذه ليست فقط صفحة آبل الرئيسية و التي أصبحت كلها تحتوي الخبر نعم لا ماكبوك أير، لا ايبود – خاصة على اقتراب موسم الاجازات – بل كلها خنافس !

لست هنا لأخوض في مدى شهرة و نجاح هذه الفرقة لكن يكفيني أن أقول أنها أنجح و أشهر فرقة في تاريخ البشرية، تجاريا على الأقل.

لكنها ليست على هذه الشهرة هنا في المنطقة العربية و خاصة منطقة الخليج العربي و لكنها فرقة ذائعة الصيت في البلاد التي تدعم الفن المسموع و المرئي و طبعا على رأسها مصر و شهرتها وسط أجيال السبعينيات مهولة فلا يكاد  يوجد أحد كانت فترة شبابه في هذه الفترة ولا يعرف هذه الفرقة (أشبه بمايكل جاكسون بالنسبة لجيل التسعينات في الشرق الأوسط عامة) خاصة ارتباطهم بالشعر الطويل حتى أصبح يقال على من يطلق شعر رأسه ” أنت هتعمل فيها خنفس؟ ” !!

أذكر هذه المعلومات فقد لأؤكد على مدى شهرة هذه الفرقة .. فإذا كان هذا نجاحها في بلد لا ينطق لغتهم الأم فلك أن تتخيل نجاحهم في بلدانهم خاصة ارتباطهم بالثورة الاجتماعية في أمريكا في الستينيات و حرب فيتنام و الحرب الباردة طبعا بإمكانك التزود بالمزيد من المعلومات عنهم في ويكيبيديا.

و بالنسبة لآبل، فإن ستيف جوبز يستخدم نموذج عمل البيتلز أو ما يطلق عليه Business Model لذا فهم ليسوا مجرد مغنيين و لكنهم رجال أعمال من خلف الستار فالغناء رسالة و عمل (بغض النظر على ما يحدث الآن على الساحه الفنية العربية) خاصة أثناء مرور البلاد في حروب و ستيف جوبز كان معجب بهذا النموذج حتى أنه قال بلسانه :

طريقتي في العمل هي البيتلز، فقد كانو أربع أشخاص يحسنوا تعاملهم مع ميولهم السلبية توازنوا مع بعضهم البعض و أصبح المجموع أكبر من مجموع الأجزاء و هذه هي الطريقة التي أرى بها العمل الأشياء العظيمة في العمل لا تتم بواسطة شخص واحد و إنما تتم بواسطة فريق من الناس

و الآن، هل تريد مثالا على أن آبل لسيت كأي شركة أخرى ؟! إعتبر هذه الحادثة إجابة هذا السؤال.

فالصفحة الرئيسية لأي شركة هي أغلى ما تملك (على الأقل من الناحية التسويقية) و الآن و لسبب واحد قامت آبل بإزالة جميع الرسائل الدعائية لمنتجاتها من العتاد و البرمجيات .. خاصة على اقتراب الموسم الأكثر مبيعا في السنة .

حسنا، ربما ليس الموضوع مجرد حب لهذه الفرقة و لكنها دعاية لأن آبل تتمنى ربح أموال طائلة من وراء هذه الصفقة و ربما كانت هذه الخطوة من إحدى بنود إتمام الصفقة !

هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها آبل بتخصيص صفحاتها الرئيسية لرسالة أكبر من منتجاتها .. مجرد حب لموضوع و كالعادة جاءت على حساب التضحية بمنتجاتهم !!

فقد كان هناك صور تذكارية لأعضاء مجلس الإدارة المتوفين مثل Jerome York في بداية هذا العام .. و George Harrison – 2001.. و Rosa Parks – 2005 .. و Gregory Hines – 2003 في الصفحة الرئيسية .. و لقد ظلت الرسائل الدعائية بالأسفل كما هي !!

و هذا و إن كان يدل على شيء، فهو يدل على أن شركة آبل تتصرف تصرفات شخص و ليست شركة (باعتقادي ليس بأول مرة) .. و من ناحية العلامة التجارية – ذلك شيء جيد- و هذا سبب من أكبر الأسباب في جعل آبل مرتبطة عاطفيا بعملائها .. عبر التعبير عن نفسها .. و لكن ليس دائما بالطريقة المناسبة !!

فقد أخطأت آبل عندما اختارت كلمات مثل (غدا مجرد يوم آخر.. لن تنساه أبدا) (Tomorrow is just another day, That you’ll never forget) .. فهي بمثابة الجملة الشهيرة (One more thing) لستيف جوبز فلو احتفظوا بهذه الجملة للإعلان عن خدمة للآي تونز أكثر تشويقا  مثل النسخة السحابية من الأي تونز لكي يصبح خزانة متنقلة لموسيقاك .. على الأقل لكان الأمر هين !

و بالتأكيد إذا كنت من عشاق هذه الفرقة، فأنا على يقين أنك تمتلك معظم أو جميع ألبوماتهم بالفعل في مكتبتك الموسيقية، خاصة أنها متوفرة بالفعل في صورة رقمية (و كالعادة بسعر أقل من ما هو موجود على متجر آي تونز الآن)

كما أنها اختارت اللعب بالكلمات بذكر كلمات أغانيهم، حتى عندما أعلن ستيف الخبر قام باختيار اسم إحدى أشهر أغانيهم (The Long and Winding Road) و لكن إختيارهم في الصفحة الرئيسية إحتوى الكلمات الخاطئة فكلمات (Is Just Another Day) هي إحدى أشهر أغاني Paul McCartney في أوائل  ألبوماته المنفردة و الموجودة في أغنية (Another Day) و ليست إحدى أعمال البيتلز !!

و لكن على الأقل أصبح الآن المتجر شبه مكتمل – من وجهة نظر ستيف – بعد كفاح شخصي منه طال زمن يقدر بالعشر سنين حيث كان من أهدافه في بداية مشروع المتجر احتواء كل أغنية تم إنتاجها سواء قديمة أو حديثة خاصة الشهيرة منها.

هل هي خطوة جيدة ؟! بالتأكيد

دعاية مبالغ فيها ؟!! ربما – على الأقل من وجهة نظر عربية –

هل هو يوم لا ينسى كما ذكرت آبل ؟!! نعم، لأنه يحمل آمال و ذكريات، آمال لم تتحقق .. و ذكريات صادمة أليمة !!

ملحوظة: الإعلان موجود على الصفحة الرئيسية في مواقع الدول التي أتيح فيها الشراء و غير ذلك الصفحة الرئيسية كما هي حتى لا يتهم أحد آبل بعدم مراعاتهم.