تحليلات

عندما تنافس آبل نفسها! (وجهة نظر حول مؤتمر مارس)

تحليلات

كثيرة تلك التغريدات التي تناولت الحدث الأخير لآبل بشيء من الإحباط، فآبل -حسبما يذكر البعض- لم تقدم تصميما مبتكرا، ولم يكن لحدثها الأخير ذلك الصخب الإعلامي.

كمتتبع منذ سنوات للنهج التسويقي الذي تتبعه آبل لا أجدني متفقا مع هذه الأقوال، وما يدعوني لذلك هو الفكر التسويقي لدى آبل، والذي يركز على تجربة العملاء الحاليين والمحتملين، بجانب الجوانب الجمالية والفنية.

poster_large_2x-768x435@2x

إنه شهر مارس!

من كان يتوقع إعلان آبل عن iPhone جديد في شهر مارس؟! مع أننا بانتظار iPhone 7 في شهر سبتمر القادم. إن iPhone SE ما هو إلا إصدار خاص يأتي خارج الخط الزمني لمنتجات آبل، وقد لعبت الشائعات -كعادتها- في تسريب نية أبل في إطلاق iPhone SE، وإلا فشهر سبتمبر موعدنا المعهود مع سلسلة إصدارات iPhone.

إصدار خاص! لماذا؟!

touch_id_large-1024x556

لدى آبل حقائق تشير إلى نجاح سلسلة تصميم iPhone 4 – iPhone 5S، إن الملايين من العملاء الحاليين لديهم حب وعشق لهذا النوع من التصميم *، ومنهم من لم يعجبه التصميم الأخير ل iPhone 6s، ومن باب إنعاش المبيعات، والاستثمار في سوق “العملاء الحاليين” يبدو بأن أبل قررت استهداف سوقها وعملاءها: تصميم سلسلة iPhone 5 ذو ٤ بوصة.

هل آبل مضطرة لتقديم تصميم جديد؟

هذه نقطة مثار جدل، هل نحن نحتاج دائما إلى التغيير؟ أم التطوير؟ الإجابة هي: نحتاج لتجربة ثرية!

ما فائدة التصميم الجميل إن لم يقدم لي تجربة متقدمة؟ لدى آبل رؤيتها الخاصة في إحداث تغييرات طفيفة مع التركيز العالي على تقديم جودة مرتفعة وتقنيات مبتكرة، فتقنية البصمة جاءت مع إصدار iPhone 5s، وتقنية اللمس الثلاثي جاءت مع iPhone 6s. إننا نريد تقنيات تجعل من تجربتنا ثرية جدا، أكثر من حاجتنا لأشكال جميلة وتجربة ضعيفة.

الاستثمار في النجاح!

أعجبتني هذه الخطوة من آبل، فهي تستثمر في “هوية بصرية” قامت بتجربها سابقا وحققت نجاحا عاليا، وأكثر من هذا فآبل تقول بأن هناك أكثر من ٣٠ مليون جهاز تم بيعه من فئة ٤ بوصة (5s) بعد الإعلان عن iPhone 6 وiPhone 6s، أي بأنها ترغب فعليا بأن تستفيد من هذه الشريحة المتطلعة لهذا النوع من التصميم بأن تقدم له الخيار ذاته مع المزايا الموجودة في iPhone 6s.

لم يقتصر المؤتمر على إعلان منتجات جديدة، بل تحدثت آبل عن الدور الذي تساهم فيه بشأن البيئة، والصحة، والتكنلوجيا المقدمة في هذا الجانب. ولا يعد هذا المؤتمر الأهم في السنة، فحدث الإعلان عن الأيفون الجديد (سبتمبر عادة) هو الأهم إعلاميا وبصريا بالنضر لما يشكله هذا الهاتف من نسبة دخل الشركة وأرباحها.

الدروس المستفادة:

  1. استهدف عملاءك الحالين، واستثمر في توطيد العلاقة معهم بتقديم ما يرغبون فيه لكي تتمكن من بيع خدماتك ومنتجاتك المستقبليلة لهم.
  2. إن رضاء عملائك عنك يعني مزيدا من الاستمرارية، ومزيدا من التسويق الشفوي عن منتجاتك.
  3. التصميم الجمالي عنصر مهم لإضفاء الأناقة للمستهلك، ولكن التصميم الوظيفي (تجربة المستخدم) هي أولى وأكثر أهمية.

شكرا الفنان عبدالعزيز الجفن، فقد حفزتني تغريدتك لكتابة هذه التدوينة 🙂

javenART_twitter-1024x520

عبدالعزيز المقبالي

الوسوم

رأيان على “عندما تنافس آبل نفسها! (وجهة نظر حول مؤتمر مارس)”

  1. انا اعتقد انه التقنيات اللتي قدمتها ابل في المؤتمر كانت جيدة بشكل عام ما عدا آيفونse
    فابل لم تكتفي بعدم تقديم شكل جديد بل بعدم تقديم ميزات جديدة فابل نسخت تصميم ايفون 5s ومزايا 6s وليست كلها
    نظرتي ليست تشاؤمية لكن ابل برايي كان بامكانها تقديم شيء اجمل فلو كان التصميم على شاكلة ايفون 6 لكان افضل
    فالمستخدم يريد التقدم بالتصميم وليس التراجع
    صحيح يوجد فئة معجبة بالتصميم القديم لكن لم نتوعود من ابل استخدام تصميم ما قبل سنتين لارضاء فئة من العملاء وفي المقابل فئة اخرى تريد تصميم جديد
    لكن على العموم ما يشفع للجهاز المزايا المتطورة فلم اتوقع ان تفعلها ابل فقد كنت اتوقع مزايا اقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *