آبلأخبارساعة آبل

خلف كُل منتج من منتجات آبل قصّة طويلة، تعرّف على أسرار إنشاء ساعة آبل الذكية Apple Watch

آبلأخبارساعة آبل

ساعة آبل

كشفت شركة آبل بشكل رسمي عن ساعتها الذكية Apple Watch في الربع الأول من عام ٢٠١٥ لتكون بذلك أولى مُنتجات آبل التقنية القابلة للارتداء. وعلى الرغم من وصول آبل إلى هذا السوق في وقت مُتأخّر٬ إلا أن إنشاء الساعة بدء رسميًا في عام ٢٠١٠ في عهد ستيف جوبز.

Jony Ive الريشة التي تُصمم مُعظم مُنتجات آبل قاد رفقة فريقه عملية التصميم إلى جانب Bob Messerschmidt الذي عمل على تصميم معمارية التقنيات التي ستتوفر في الساعة إلى جانب فريق من المُهندسين أيضًا.

استحوذ ستيف جوبز على شركة Bob Messerschmidt الناشئة التي قامت بتصميم وإنشاء مُستشعر قياس نبضات القلب الموجود في الوجه السُفلي للساعة، وبالتالي حصلت آبل على التقنية وضمّت Bob وفريق عمله للعمل على ساعة آبل الذكية أيضًا.

وبما أن العمل إلى جانب Jony Ive – الحاصل على لقب الـ Sir في بريطانيا بفضل إبداعاته – مُمتع٬ تحدّث Bob عن تلك التجربة حيث قال أن مهمّته الرئيسية هو وفريق عمله أن يقوموا بتحويل الأفكار إلى مُخططات تقنية٬ ليقرووا فيما إذا كانت هذه الفكرة قابلة للتحقيق أو لا. وفي نفس الوقت كان العمل بشكل مُباشر مع فريق من المُهندسين الذين كانوا يأخذون تلك المُخططات ويحوّلوها إلى مُنتج فعلي لتجربتها على أرض الواقع.

وفيما يخص مكان مُستشعر نبضات القلب ذكر Bob أن التركيز في بناء الساعة كان على تجربة الاستخدام فقط ولا شيء غير ذلك٬ فهو قرر في المراحل الأولى تثبيت المُستشعر على الوجه السفلي لليد – أي مكان إغلاق حزام اليد – إلا أن Jony وفريق عمله منعوه من ذلك لأن قطعة إغلاق الحزام سوف تكون هناك، وُهنا نرى أن فريق التصميم الصناعي حرص على تقديم أفضل تجربة استخدام على الرغم من أن وضع المُستشعر في ذلك المكان يسمح بإعطاء نتائج أفضل.

وفي الاجتماع الذي يليه قرر Bob وضع المُستشعر في مكانه الحالي – على الوجه العلوي لليد –  لكنه أكّد أن حزام الساعة يجب أن يُحكم الإغلاق على المعصم لقياس نبضات القلب بأفضل شكل مُمكن. ومن جديد رفض Jony هذه النقطة حيث قال لـ Bob أن المُستخدمين يضعون الساعات على أيديهم بصورة رخوة٬ ولا يوجد من يشد الساعة على المعصم. حينها قرر Bob وفريقه اعتماد هذا المكان – الوجه العلوي للمعصم – مع إعادة هندسة المُستشعرات للالتقاط نبضات القلب بأفضل صورة مُمكنة.

وانتقل Bob للحديث عن نظرة آبل بشكل عام حيث قال أن التركيز في الشركة يكون على التصميم وتجربة الاستخدام في جميع المُنتجات لأنها العوامل التي تجلب السرور للمُستخدم. واستشهد بأجهزة آيفون وآيباد التي تأتي بتصاميم مُميّزة وتغليف رائع جدًا على الرغم من أنها لا تحمل تلك التقنيات الخارقة، فمن وجهة نظره الشخصية، يرى Bob أن التقنيات الخارقة حصلت في السابق ولم يعد لها الكثير من الأهمّية في وقتنا الحالي.

وفيما يخص هذه النقطة تحدّث Bob عن سبب تأخر آبل في دخول سوق الواقع الافتراضي Virtual Reality، حيث قال أن هذه التقنية وحتى الآن لم تُثبت أنها الشيء الكبير الذي ينتظره الجميع بلهفة، ولنا في أجهزة التلفاز ثُلاثي الأبعاد خير مثال على ذلك، فالجميع قال أنها التقنية القادمة وشركات التلفاز قامت باستخدام هذه التقنية واستثمرت الكثير من الأموال لتختفي هذه الصيحة بشكل كامل في يومنا الراهن، في وقت وقفت فيه آبل وشاهدت الكثير من الشركات تتخبّط نتيجة للاستعجال في تبنّي الصيحة.

قوّة آبل في قول لا والسرّية التامّة

تحدّث Bob عن قوّة آبل وأكّد أنها تختلف كثيرًا عن بقية الشركات الموجودة في وادي السيليكون، فالشركة تملك أكثر من ١٢ ألف مُهندس وبكل تأكيد كل شخص منهم سيأتي بأفكار جديدة باستمرار، إلا أن ستيف والمُدراء في آبل بشكل عام يُجيدون قول كلمة لا للكثير من الأفكار التي لا يجدوا فيها أي شرارة، وبالتالي قد تتمكّن فكرة من هؤلاء المُهندسين في العام أو العامين من شق طريقها والتحوّل إلى مُنتج فعلي.

أما فيما يخص السرّية في الشركة فقال أن آبل بالفعل تبرع في الحفاظ على مُنتجاتها وإبعادها قدر الإمكان عن العيون لكي تكسب عامل الدهشة والمُفاجئة عند تقديم الجهاز في مؤتمراتها، فليس من السهل أبدًا أن يصل أي موظف للمُختبرات ومراكز التصميم.

هذا قد يعني أن التسريبات التي تطال أجهزة آبل وتحديدًا آيفون ٧ قد تكون من تدبير آبل لمشاهدة ردود الفعل على الإنترنت ودراستها ومعرفة الطريقة الأمثل لتقديم المُنتج وإرضاء العُملاء.

وبما أن إدارة شركة بحجم آبل ليس من الأمور السهلة أبدًا، تفاجئ Bob أنها تُدار وكأنها شركة ناشئة حيث لا تحتوي على أقسام مالية كما توقع، بل تحوي على وحدة وحيدة لإدارة العمليات المالية !

إضافة إلى ذلك، يقوم المُهندس أو المُصمم بتقديم طلب للحصول على موظفين جدد في قسمه باختصاصات مُعينة، وبعد دراسته من قبل المُدراء التنفيدين تتم الموافقة على الطلب وقد يتم تعيين عدد أقل من المطلوب أو أكبر، فالمُدير التنفيذي يحاول ضمان عمل الأقسام بأفضل صورة مُمكنة ويدعم الجميع للوصول إلى مُنتجات عبقرية باستمرار.

هذه الطريقة تُستخدم في الشركات الناشئة، ويبدو أن آبل بالفعل وجدت أنها من أفضل الطرق لإدارة هذه الشركة، فلا حاجة لعشرات الأقسام المالية، ولا حاجة لمكاتب توظيف والمزيد من البيروقراطية التي تؤخر تقدّم العمل على الأغلب.

أخيرًا وبما أن Bob عاصر آبل في فترة ستيف وما بعده أيضًا، قال أن الخطأ الذي وقع البعض فيه كان في محاولة تعلّم أساليب إدارة آبل بنفس طريقة ستيف، حيث آمن الكثير من الموظفين أن آبل ستنتهي بعد ستيف. إلا أن الحل الأمثل كان في قيادتها وفق رؤية الشخص الذي سوف يتولى زمام الأمور – تيم كوك – وعدم استنتساخ ستيف، وهو ما تم بالفعل.

Bob عمل في آبل ثلاث سنوات ثم خرج منها ليؤسس شركته الناشئة Cor التي تقوم بإنتاج جهاز يقوم بقراءة ضغط الدم، تحليله، ثم إعطاء تقارير مُفصّلة حول كل شيء في جسم الإنسان لتتبع حالته الصحيّة باستمرار.

خرائط آبل، كيف حدثت مشكلة إطلاقها من خلف الكواليس وكيف استفادت آبل من ذلك الدرس؟

المصدر

الوسوم

رأي واحد على “خلف كُل منتج من منتجات آبل قصّة طويلة، تعرّف على أسرار إنشاء ساعة آبل الذكية Apple Watch”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *