مقابلاتأخبار

السنة الأولى لتيم كوك: الرئيس التنفيذي يتحدّث أخيرًا!

مقابلاتأخبار

في حديثه الأول من نوعه للإعلام، يكشف الرئيس التنفيذي لآبل تيم كوك لبزنس ويك الكثير عن آبل. تحدّث عن تأثير ستيف جوبز عليه، كيف يسير العمل في الشركة حاليًا، ووضّح بعض المعلومات المغلوطة عن الشركة. كما ناقش قيم آبل التي تجعلها متميّزة عن غيرها. مواضيع متعددة ومثيرة للاهتمام يكشفها لنا الرئيس التنفيذي للشركة ذات أعلى قيمة تسويقية في العالم. أترككم مع نص المقابلة.


قبيل وفاته في الخامس من أكتوبر من عام 2011، تأكّد ستيف جوبز من أن ترقية تيم كوك —مدير العمليات ونائبه الجدير بالثقة—، إلى منصب المدير التنفيذي ستكون خاليةً من الدراما. يتذكّر تيم: “كان يقول: لا أريد أن تتسائل أبدًا عن ما كنت سأفعله. افعل ما تراه مناسبًا، لقد كان واضحًا.” في الستة عشر أشهر الأولى من تولّي تيم للمنصب الجديد، أطلقت آبل أجيالًا جديدة من الآيفون والآيباد، كما ارتفع سعر سهمها 43٪. وبالرغم من أن الشركة لم توسع نطاق منتجاتها بعد (لم نرى تلفزيون آبل حتى الآن)، لقد تغيرت الشركة في أوجه عدّة، متأثرةً بثبات وهدوء كوك. في مقابلته المطوّلة الأولى كمدير تنفيذي، يوضّح كوك كيف تعمل آبل الآن، كما يتحدث عن الصورة النمطية عنه أنه “كالرجل الآلي.” ويعلن عودة تصنيع منتجات آبل الى الولايات المتحدّة أيضًا.

  • بلومبرغ بزنس ويك: منذ الخامس من أكتوبر 2011 حتى الآن، مالذي تغيّر في آبل؟

أولًا، يجب الإدراك بأن الأشياء التي لطالما جعلت آبل مميزة للغاية ما زالت كما هي. هذا لا يعني أن آبل ما زالت كما هي. آبل تتغير كل يوم منذ أن أصبحت مديرًا تنفيذيًّا للشركة. لكن الحمض النووي DNA الخاص بالشركة، الشيء الذي يجعل قلوبنا تنبض، هو تركيزٌ جنوني على صناعة أفضل المنتجات في العالم. لا منتجات جيّدة فحسب، بل أفضل المنتجات في العالم على الإطلاق.

عندما نقوم بإبتكار هذه المنتجات العظيمة، نركّز على إثراء حيوات الناس. هذا هدف رئيسي لمنتجاتنا. هذه التفاصيل الصغيرة جدًا هي التي تقود الشركة. هذه التفاصيل لم تتغير، ولن تتغير. لن أشهد ولن أسمح بأى تغيير فيها لأن هذه التفاصيل هي ما يجعل الشركة مميزة للغاية.

هنالك الكثير من الأشياء الصغيرة التي تتغير. وسيكون هنالك الكثير من الأشياء البسيطة التي ستتغير خلال السنة القادمة والسنوات التالية. لقد قررنا بأن كوننا أكثر شفافيّة حول بعض الأشياء هو شيء عظيم، ليس لأننا لم نكن شفافيين في السابق. ولكننا وسعنا ذلك بشكل أكبر في الأماكن التي نعتقد بأنه يمكننا إحداث تغيير أكبر فيها. الأماكن التي نريد من الناس أن تبلغنا عنها. إذًا، هنالك أشياء تغيرت، ولكن الشيء الأكثر أهميّة حتى الآن هو أن أساسات المكان لا تزال كما كانت.

  • التغييرات التي تلمّح عنها —المزيد من الشفافية في قنوات التوريد، التبرع بمثل ما يتبرع به موظفين الشركة للجمعيات الخيرية، كيف أتت فكرة مثل هذه التغييرات؟

فلسفتي الشخصية عن العطاء تمثّل بأفضل صورة في مقولة جون إف كينيدي: “الذين يعطون الكثير، يُتَوقّع منهم الكثير” لطالما آمنت بذلك، دائمًا. أنا أعتقد بأن آبل وموظفي آبل قاموا بأعمال خير كثيرة ويستطيعون عمل المزيد. أحد المشاريع التي قمنا بها هو التبرع بمثل ما يتبرع به موظفين الشركة للجمعيات الخيرية. نحن نمكّن موظفينا في هذا المشروع من اختيار الجهة التي يقدّم لها التبرّع لا أن تختار لجنة في الشركة ذلك، بل هم موظفينا الـ 80,000 من يختار من يتبرع له، ثم نقوم نحن بالتبرع بمثل ما تبرعوا به.

نعم، لقد كان شيئًا لطالما أردت فعله. لكن آخرين أرادوا فعله أيضًا. شفافيتنا فيما يخص أمور المورّدين هو مثالٌ على أنه كلما زادت شفافيتنا، كلما تمكنّا من إحداث تغيير أكبر. نريد أن نكون مبدعين فيما يخص أمور المورّدين تمامًا كما نبدع مع منتجاتنا. ذلك معيار مرتفع. كلما كنا شفافيين أكثر، كلما ظهرت الأمور للملأ أكثر. كلما ظهرت الأمور للملأ أكثر، كلما زادت الشركات التي تريد فعل شيء مشابه. وكلما فعلت شركات أكثر ذلك، سيتحسّن كل شيء.

لا يخفى عن الجميع أنه يجب أن نكون متحفظين جدًا عن منتجاتنا وخططنا المستقبلية، ولكن هنالك أمور أخرى سنكون شفافيين عنها تمامًا لنتمكن من إحداث أكبر تغيير ممكن. هكذا ننظر لهذا الموضوع.

  • لقد كنت مديرًا تنفيذيًّا مؤقتًا لآبل مرتين في السابق، كيف تختلف تجربة كونك رئيسًا تنفيذيًّا دائمًا عن تلك الفترتين؟

في الحقيقة، لقد كانت هنالك ثلاث فترات أصبحت رئيسًا مؤقتًا فيها. عندما قام ستيف بعمل العملية الجراحية الأولى عام 2004، ثم عندما أخذ ستيف إجازة طبية لنصف عام، ثم في عام 2011. كان هنالك تركيز جماهيري بسيط على تلك الفترات، لكنه كان سريعًا. ثم يعود التركيز لستيف. هذه المرة الأمر مختلف. هذه المرّة، (توقّف لمهلة) هذه المرة الأمر مختلف، يجب علي التعوّد على ذلك. أنا شخص متحفّظ، لذا كان هذا الأمر مفاجئًا لي. لم أتوقع مثل هذا التركيز، ربما كان علي توقّع ذلك!

  • ريكس تيلرسون هو المدير التنفيذي لشركة Exxon، الشركة صاحبة ثاني أعلى قيمة تسويقية في العالم. أعتقد بأن 10٪ فقط من قرّائنا يعرفون من هو. أعتقد أيضًا بأن أقل من 1٪ سيستطيعون تمييزه فيما لو رأوه في مكان عام. بناء على إرث ستيف جوبز، وبناء على عيش آبل في جيوب الناس. أنت مشهور. أعني ذلك! أنت فعلًا مشهور على مستوىً عالمي!

لا أشعر بأني مشهور، أنا أعيش حياة بسيطة. حياتي بسيطة للغاية. لكن ما تغير هو أنه فعلًا، الناس أصبحوا يعرفونني. ربما يفكرون: “لقد رأيته من قبل! رئيس شركة آبل!” أو ما يشابه ذلك. لذلك فعلًا أمر بمرحلة تأقلم على مثل هذا الوضع، لأنني لسنوات حظيت بميزة العيش كمجهول. هنالك ميزات كبيرة لكونك شخص متحفّظ. لذلك، الأمر مختلف قليلًا. أنا أحبّ آبل كثيرًا، وأنا حاليًا أعيش أفضل فترات حياتي. لو أمكنني إعادة الزمن للوراء، لا أخفيك أنني أريد أن يكون ستيف في مكاني. لقد كان صديقًا عزيزًا أكثر من كونه رئيسًا لي. لكنني أحب كوني رئيسًا تنفيذيًّا لآبل، أحب ذلك. إنه فقط شيء جديد يجب علي التعود عليه. لو كان لديك بعض الأفكار التي ستجعلني رئيسًا أفضل، أود سماع ذلك! (يضحك)

  • هل من الممكن أن تصف نفسك كشخص خجول؟ أذا كنت تصف نفسك بذلك، كيف من الممكن أن تنصح شخصًا خجولًا لا عن التعامل كشخص معروف للجمهور فقط، بل أن يكون مصدرًا للإلهام لـ 80,000 موظف؟

هل يمكن أن أصف نفسي بأنني شخص خجول؟ (توقّف لمهلة) لا، لا أعتقد بأني سأصف نفسي بذلك. لا أعتقد بأن شخصًا خجولًا سيقف على منصة ويعطي عرضًا تقديميًا أو يقوم بعمل إجتماعات مع أشخاص عدّة ومثل تلك الأمور. ولكنني لست شخصًا يقدّر كونه معروفًا، لا يغريني ذلك. ما يهمني هو العمل العظيم، وأن أرى الناس يقومون بعمل أشياء مذهلة، وأن أكون جزءًا من ذلك. إذًا ما يدفعني هو شعور داخلي، لا الشهرة الجماهيرية. ربما هذا ما يجعلني مختلفًا.

تحدّثت عن الرئيس التنفيذي لـ Exxon، أجده أمرًا مثيرًا للاهتمام —وأعتقد أنه شرف لآبل— أنه حتى ونحن جالسون على هذه الطاولة الآن، تصلني رسائل الكترونية طوال اليوم. مئات، بل آلاف في اليوم الواحد من عملاء يتحدثون معي كما هو حديثنا الآن. أمر مشابه لذهابي لبيوتهم وتناول العشاء معهم! هؤلاء العملاء يهتمون بآبل كثيرًا لدرجة أنهم يريدون اقتراح هذا أو تعديل ذلك. قد يقولون “لا يعجبني هذا!” أو “أنا أحب هذا كثيرًا!” أو قد يقولون كيف غيّر فيس-تايم حياتهم. لقد وصلني رسالة اليوم من عميل تمكّن من محادثة والدته التي تبعد آلاف الأميال وتعاني من السرطان، ولم يمكنهم التواصل بأي طريقة أخرى.

لكن المهم هو أن عملاءنا مهتمون بآبل لدرجة أنهم يضحون ببعض وقتهم ليحدّثونا عن شيء ما. انها ليست رسائل مثل تلك التي تتوقع أنها ترسل لرئيس تنفيذي، إنها ليست مثل تلك الأمور الرسمية. إنها مثل ما نفعله الآن، نتناقش، ونحن نعرف بعضنا من 20 عامًا. وأنا أريد أن أخبرك بما أعتقده فعلًا. أحب ذلك كثيرًا! لا أعتقد أن مثل هذا الأمر يحصل مع أي شركة أخرى على وجه الأرض. هؤلاء عملاء ليسوا من الولايات المتحدة فحسب، بل من جميع أنحاء العالم. أنظر لذلك وأقول: “ياله من شرف!”

هل يحصل مثل هذا الأمر مع أي شركة أخرى في العالم؟ لا أعتقد ذلك. في الشركات الأخرى التي عملت معها، ربما تصلك رسالة كل ستة أشهر، وكانت مثل ما تتوقع، “أريد أن تقوم بإعادة مالي.” أو شيء آخر مقتضب. لم يكن فيها أيّة مشاعر. لذا، أعتقد بأن ما يحدث لنا شيء مذهل للغاية.

إنه شيء عرفته عن آبل منذ 15 عامًا عندما كنت في مقابلتي الشخصية مع ستيف. آبل كانت تلك الشركة التي تعاني في وقتها الصعب. العملاء كانوا غاضبون ويصرخون، ولكنهم يستمرون في شراء منتجات آبل. لو غضبوا من كومباك سيذهبون للشراء من ديل. لم يكن هنالك أي عاطفة هنالك. كانت مجرد صفقة تجارية.

خبر من إحدى الصحف يوم 6 أبريل 1998 عندما قامت آبل بإيقاف إنتاج جهاز “نيوتن”

عند يومي الأول في العمل مع آبل، عبرت خلال عملاء متظاهرين أمام مبنى الشركة. لقد كانوا يتظاهرون بسبب أن ستيف قرر إيقاف إنتاج جهاز “نيوتن” ولقد كان ذلك بسبب أنهم أحبوه كثيرًا. وأذكر أني كنت أقول: “هذا شيٌ رائع.” لا زلت أتذكر ذلك الموقف كأنه حصل بالأمس. كنت أمشي لركوب المصعد وأقول: “يا إلهي، حياتي تغيرت.” لقد كان شيئًا عظيمًا. لقد كان شيئًا عظيمًا بالفعل. كما تعلم، لقد كنت مرتبطًا بإطلاق المئات من المنتجات الجديدة، المئات من عمليات إيقاف المنتجات. في إحدى الشركات التي عملت بها، بدون ذكر أسماء، كنا نقوم بوضع منتجاتنا الجديدة في بهو الشركة، ونقوم بالإعلان للموظفين عن طريق جهاز الاتصال الداخلي: “تعالوا لرؤية الأجهزة الجديدة!” لم يأتي أحد. لم يهتموا بذلك من الأساس.

لذلك أعتقد أنك محقّ، لا أعرف السيد من Exxon، ولكنني أعتقد أن احتمالية حدوث شيء مشابه لديهم هو صفر بالمئة. لقد تحدثت مع مئات الرؤساء التنفيذيين الذين ينظرون إلي وكأنما لدي ثلاثة رؤوس عندما أتحدث عن الآلاف من الرسائل التي تصلني في اليوم من العملاء. إنه لشرف عظيم. إنه وكأنما أنك جالس على طاولة المطبخ. كأنك جزء من العائلة. يجب علينا الحفاظ على هذا.

  • يبدو لي أنك شخص مسؤول للغاية، هل هذه العبارة دقيقة؟

أنا أحب الشركة. جزء أساسي من حياتي هو آبل. قد يقول بعض الناس أنها كل حياتي. أنا أقول بأنها جزء أساسي. أنا أشعر بالحب لها، وأشعر بالمسؤولية تجاهها. أنظر للشركة كما لو كانت جوهرة، أعتقد بأنها الشركة الأكثر إذهالًا في العالم. أريد أن أكرّس نفسي وجميع قدراتي في أن أتأكد من أنها ستصل إلى أقصى من تستطيع الوصول اليه.

كوك عندما كان طالبًا جامعيًا في السنة الأولى عام 1979

عندما تبدأ في القراءة عن نفسك، يبدو الأمر وكأنه كالكاريكاتير. تشعر أن الشخص الذي تقرأ عنه هو شخص آخر. ربما يكون من الأفضل لو وُجّه هذا السؤال للأشخاص الذين يعرفونني حقًّا. أكره الحديث عن نفسي. إنه ليس من الأشياء التي أجيدها أو أفعلها كثيرًا. لذلك أحاول تفادي الحديث عن نفسي عادةً.

لكنني سأقول أن الشخص الذي تقرأ عنه ربما يبدو كالرجل الآلي. ربما تكون هنالك أشياء جيدة مرتبطة بذلك. (يضحك) الإنضباط يأتي إلى الذاكرة، لكن أشعر بأن الأمر يبدو وكأنه خالٍ من المشاعر. لا أعتقد بأن الأشخاص الذين يعرفونني سيقولون عني ذلك. أنا لست ممن يدقّون أكف بعضهم عن الفرح بالتأكيد، هذا ليس أسلوبي. لكنني أعتقد بأن ذلك والمشاعر هما شيئان مختلفان. أحدهما عبارة عن طريقة للتعبير ببساطة.

  • كم عدد المنتجات لدى شركة آبل؟

كما تعلم، لدينا القليل. يمكنك وضع جميع منتجاتنا على هذه الطاولة تقريبًا. لو نظرت إلى واقع الأمر. لدينا 4 أجهزة آيبود. جهازي آيفون رئيسيين. نوعين من الآيباد. وبضعة أجهزة ماك. هذا كل شيء! ونحن نتناقش ونتجادل بحدة حول ما سنفعله، لأننا نعلم أنه يمكننا فعل القليل فقط بشكل جيّد.

هذا جزء من مبدئنا الأساسي. أن نقوم بإنتاج القليل فقط، وأن نقوم بإنتاج منتجات في الفئات التي يمكننا إحداث مساهمة ملحوظة فيها. لا أعني ماليًّا، بل مساهمة ملحوظة للمجتمع بشكل عام. في نهاية اليوم، نحن نسعى لإثراء حيوات الناس، لا أن نجني المال فقط. جني المال ربما يكون نتيجةً ثانوية، ولكنه ليس هدفنا الرئيسي.

  • كيف تكون العملية عندما تفكرون في تحسين المنتجات أو طرح منتجات جديدة؟

الطريقة التي نتعامل بها مع الأمور هي أن نتناقش ونتجادل فيما سنفعله بخصوص منتجاتنا الحالية والمنتجات الجديدة. وعندما نصل إلى فكرة جيدة للغاية، نحاول تكريس جميع قدراتنا في تنفيذها. نحن محظوظون. نجد أنفسنا حاليًا في سوقين سريعي النمو للغاية. هما سوق الهواتف وسوق الأجهزة اللوحية. سوق الأجهزة الشخصية كبير أيضًا، لكن السوق نفسه ليس في حالة نمو. على أية حال، حصتنا من سوق الأجهزة الشخصية صغيرة نسبيًا. هنالك مجال لتحقيق المزيد في هذا السوق بالنسبة لنا.

سوق صوتيات الـ MP3 تقلّص. ذلك بسبب أن الناس أصبحوا يستمعون للموسيقى على هواتفهم. لكنه ما زال كبيرًا. لقد قمنا ببيع 35 مليون جهاز آيبود في العام الماضي. نحن نحب الموسيقى، أنا ما زلت أستعمل جهاز موسيقى خاص عندما أذهب للصالة الرياضية يوميًّا. أعتقد أن الكثير من الناس ما زالوا يفعلون ذلك أيضًا. أجهزة الموسيقى ما زالت تفعل ما صنعت لأجله بلا شك.

إذًا جميع خطوط منتجاتنا لديها مستقبل رائع. ولكن من البديهي أننا نتحدث عن الجديد الذي يمكننا إحداثه، نقوم بذلك دائمًا. نتناقش، نتجادل، ونتعاون. وأعني نتناقش ونتجادل بأفضل معنى لهذه الكلمات. لم أحاول أبدًا تغيير ذلك. إنها لثقافة عظيمة. وإنه من الواضح أنه يمكننا عمل المزيد. سنستمر في اكتشاف الجديد من الأشياء التي لا يعرف الناس أنهم يريدونها في الوقت المناسب.

  • لن أقوم بسؤالك عن تلفاز آبل، لأنني أعلم بأنك لن تفصح ما إذا كان تحت الإنتاج أو أنه قادم. لكن ما أريد أن أعرف عنه هو التالي: من الواضح أن عليك وعلى الفريق في آبل ضغط كبير للاتيان بالجديد والاستمرار في الإبداع. كيف يؤثر هذا الضغط عليك؟

يأتينا ضغط من داخل الشركة أكثر من ذلك الذي يأتينا من خارجها. لقد وضع عملاؤنا معيارًا عاليًا للغاية لنا. لدينا معيار أعلى من ذلك حتى لأنفسنا. إذًا نحن نريد أن نقوم بعمل عظيم. نعم، الناس دائمًا يتحدثون عن ما سنفعله في القادم من الأيام وما قد يحدث، ولكن في الحقيقة، نحن مدفوعون داخليًّا أكثر عن طريق الناس العظيمين الذين يريدون أن يقوموا بعمل عظيم. عندما أقوم بالنظر حول الطاولة على الفريق التنفيذي. من وجهة نظري، أرى أننا نملك أفضل مصمم في العالم. أفضل خبير سيليكون في العالم. أفضل مدير عمليات تنفيذي في العالم. وأفضل القادة في مجالات التسويق، البرمجيات، العتاد، والخدمات. هؤلاء أناس لديهم معيار عالي للغاية ولديهم دوافع لم تخطر على بال الناس. أعتقد بأن ذلك الطموح، تلك الرغبة، وذلك التوجه للامتياز هم ما يجعل خلق المزيد من الأشياء الجديدة أكثر احتمالية.

  • أرجو أن تسمح لي في تفصيل سؤالي بشكل أكبر.

لا مشكلة، تفضل.

  • أنا أضع نفسي في مكان معجبي آبل وأتخيل بأنهم يحبون الشركة لأنها خلقت تقنيات غيرّت من سلوكهم. أتصور بأن هذا الشعور يصل إلى من يعمل في آبل في بعض الأحيان، وأعتقد بأنه دورك جزئيًا أن تخبر الموظفين “ثقوا بالطريقة التي نعمل بها. ثقوا بنا”

يوجد شيئان يجب ذكرهما هنا. الأول، لا أعتقد أننا نعمل بطريقة تقليدية. الإبداع ليس بطريقة عمل تقليدية، أليس كذلك؟ انهم أناس يهتمون لدرجة أنهم يستمرون في التفكير في شيءٍ ما حتى يصلوا لأبسط طريقة يمكنهم فعله بها. يستمرون في التفكير في شيءٍ ما حتى يصلوا لأفضل طريقة ممكنة لعمله. إنه اهتمام يصل لدرجة أنه قد يتصل موظف على موظف آخر في قسم آخر، لأنه يعتقد بأنه قد يقوم بعمل عظيم لم يسبق لأحد التفكير فيه. ما نقوم به هو توفير بيئة تعاونية قابلة للنمو.

لذا من باب الوضوح فقط، لن أسميها بطريقة عمل تقليدية. الإبداع والإبتكار هما شيئان لا يمكنك أن تقوم بتمثليهما على لوحة بيانية. هنالك أشياء يمكنك توضيحها على لوحة بيانية، ونحن صارمون للغاية في مثل هذه الأشياء. لكن الإبداع ليس أحد هذه الأشياء. الكثير من الشركات لديهم أقسام خاصة للابتكار. عندما يكون لديك نائب رئيس للابتكار أو ما شابهه، هذا دليل أن الأمور تسير بشكل خاطئ. سيكون من الأفضل لو وضعت لوحة “للبيع” على باب الشركة. (يضحك)

الجميع في شركتنا مسؤول عن كونه مبدع. سواء كانوا يقومون بعمل تنفيذي أو عمل مرتبط بالمنتجات أو كانوا يقومون خدمة العملاء. إذًا من ناحية الضغط، نحن نقوم بوضع الكثير من الضغط على أنفسنا. نعم، جزء من عملي هو أن أكون مشجّعًا، وأن أقوم بالتوقف لمهلة وأجعل الموظفين ينظرون إلى كل ما قاموا به.

خذ هذه السنة مثلًا، في آخر ستين يومًا: الآيفون 5، آيبودات جديدة بالكامل، تشمل الآيبود تتش والآيبود نانو، جيل رابع مع الآيباد، والآيباد ميني الجديد، ماك بوك برو هو أفضل ماك قمنا بصنعه. تقوم بالنظر إلى كل هذا، وتقول: “يا إلهي، كيف يمكن لشركة واحدة القيام بكل هذا؟” الأمر ليس بعدد الأشخاص الذين يعملون. في واقع الأمر، الفرق الصغيرة تقوم بعمل أشياء مذهلة.

جميع من حول الطاولة [التنفيذيون] هم أشخاص كانوا هنا لفترة لا يستهان بها، وجميعهم مروا بدورات مختلفة في مسيرة الشركة. إذًا هم ناضجون. ولكنهم جريؤون في نفس الوقت. هم مستعدون للمخاطرة من أجل آبل. هذا شيء عظيم، لأنه لا يوجد أي شركة أخرى يحصل فيها هذا حاليًا. أعني أنه لا يوجد أي شركة ستفعل مثل ما قمنا بعمله في هذا العام. فكّر في ذلك! غيّرنا خط إنتاج الآيفون تمامًا في يوم واحد. لم نقم بتغيير بسيط فقط. الآيباد، غيّرنا كامل خط إنتاجه أيضًا في يوم واحد. قمنا بتغيير كامل لأكثر جهاز نجاحًا في تاريخ الأجهزة الإستهلاكيّة. من يقوم بفعل ذلك غيرنا؟ ثمانون في المئة من أرباحنا تأتي من منتجات لم تكن موجودة على الإطلاق قبل 60 يومًا. هل هنالك شركة أخرى مستعدة لعمل شيء كهذا؟

  • كمستخدم محترف للأجهزة التقنية، أنا مهتم دائمًا بالجديد. جزء كبير من سياستكم التسويقية يتمحور حول “ها نحن نقدّم لك شيئًا جديد، سوف نقوم بتغيير سلوكك مرة أخرى”

هذا هو سبب وجودنا، هذا سبب استمرارنا في العمل. وهذا هو السبب الذي يجعل الناس ترغب في العمل لآبل.

  • في الأسابيع القليلة الماضية قمت باستبدال اثنين من أهم الأعضاء في فريقك التنفيذي، مدير تطوير نظام iOS سكوت فورستل ومدير البيع بالتجزئة جون بروت. كيف ساهم مثل هذا التغيير في جعل آبل أفضل؟ سؤالي هو طريقة مؤدبة لقول: مالذي كان يسير بشكل خاطئ؟
فورستل كان رئيس تطوير نظام الآيفون حتى أعفاه كوك في 30 أكتوبر 2012

التغيير الذي أشرت اليه سببه الرئيسي هو إيماني العميق بأن قيمة التعاون هي عامل أساسي للإبداع. لطالما آمنت بذلك. لطالما كانت هذه قيمة محورية لآبل. لطالما آمن ستيف بذلك.

إذًا، هذه التغييرات لا تعني أن الحال سيتغير من لا تعاون إلى تعاون. لدينا تعاون على درجة عالية للغاية في آبل. ولكنها تعني بأننا نريد أن يصل التعاون لمرحلة أعلى من ذلك. عندما تنظر إلى ما نتميّز به، تجد العديد من الأشياء. ولكن الشيء الوحيد الذي نقوم بعمله ولا يعمله أي أحد آخر هو دمج العتاد، البرمجيات والخدمات بطريقة تجعل العملاء لا يستطيعون التفريق بينهم. يبدأ العملاء في الاهتمام بأن تكون تجربة الإستخدام رائعة فقط.

إذًا، كيف نقوم بذلك وكيف نأخذ ذلك لمرحلة أعلى؟ يجب أن تكون ممتاز جدًا [A+] في التعاون. لذلك، التغييرات التي قمنا بها ستأخذنا لمرحلة أفضل حتى في التعاون. لدينا العديد من الخدمات في مكان واحد. الشخص المسؤول عن إدارة هذه الخدمات لديه سجل ممتاز للغاية، وأنا واثق من أنه سيتمكن من عمل أشياء مذهلة.

جوني [نائب الرئيس للتصميم الصناعي] الذي أعتقد بأن لديه أفضل ذوق في العالم، كما أعتقد بأنه يملك أفضل مهارات التصميم. جوني هو المسؤول الآن عن واجهة الاستخدام. انظر إلى منتجاتنا (يقوم كوك بحمل آيفونه) واجهة هذا هي البرمجيات، أليس كذلك؟ وواجهة الآيباد أيضًا هي برمجيات. أنا فقط أقول بأن جوني قام بعمل لا يضاهى في مجال العتاد. لذلك، لندعه أيضًا يكون مسؤول عن البرمجيات وعن تجربة الإستخدام. لا أقصد التصميم الداخلي وما يشابهه، بل تجربة الإستخدام.

لا أعتقد بأن لدى أي شخص في العالم ذوق مثل ذوق جوني. لذلك أعتقد أنه مميز للغاية، إنه شخص أصيل. نحن قمنا أيضًا بتعيين بوب [مدير التقنيات] في موقع يمكّنه من إدارة السيليكون وجميع الأمور المتعلقة بالتقنيات اللا سلكية في الشركة. لقد حصل لنا نمو ملحوظ في فترة قصيرة، وكان لدينا أكثر من مجموعة مسؤولة عن التقنيات اللا سلكية. لدينا أفكار طموحة للغاية في هذا المجال، لذلك قمنا بتعيين بوب لإدارته. جدلًا، لا أعتقد بأن هنالك مديرًا هندسيًّا أفضل منه في العالم، إنه في تصنيف خاص لوحده.

كريغ [مدير هندسة البرمجيات] شخص غير معقول. لا نؤمن بالرؤية التي تفترض بأن نظام التشغيل للآيفون والآيباد يجب أن يكون شبيه بنظام تشغيل ماك. كما تعلم، iOS ونظام ماك مبنيّان على نفس الأساس. كريغ لطالما أدار العوامل المشتركة بينهما. العملاء يرغبون في أن يعمل كل من نظام iOS ونظام ماك مع بعضهم بشكل سلس. لا أن يكونا كبعضهما، بل أن يعملا مع بعضهما بشكل سلس.

هذه التغييرات تأخذنا لمرحلة مختلفة تمامًا. كنا وما زلنا أفضل الموجودين، ولكننا سنصل إلى مرحلة جديدة بالكامل. هذا كل ما في الأمر. أعلم أنه كُتب الكثير عن هذا الموضوع، لكن هذه هي حقيقة الأمر.

  • ما هي علاقتك بجوني آيف؟ مالذي يربطك به؟

أنا أحب جوني. إنه شخص مذهل. لدي قدرٌ كبيرٌ من الإحترام له. مالذي يربطنا؟ نحن الاثنان نحب آبل. نحن الاثنان نريد أن تقوم آبل بعمل أشياء عظيمة. نحن الاثنان لدينا نفس المبادئ. نؤمن بالبسيط، لا المعقد. نؤمن بقيمة التعاون. نحن الاثنان نعتقد بأن سبب وجود آبل هو صنع أفضل المنتجات في العالم. إذًا مبادئنا مشتركة.

وفيما لو سألتني “تيم وجوني” أو “جوني وبوب” أو ما إلى ذلك، إجابتي ستكون نفسها. لو نظرت إلى أعلى 100 أشخاص رتبة في آبل، سوف تجد أشخاص مختلفين للغاية. شخصيات مختلفة تمامًا. أساليب مختلفة. نحن لسنا بشركة تدخل موظفيها في آلة لتخرجهم جميعهم كبعضهم البعض، نحن نقدّر التنوّع جدًا.

نريد تنوّعًا في الأفكار. نريد تنوّعًا في الأساليب. نريد من موظفينا أن يكونوا أنفسهم. هذا هو الشيء العظيم بخصوص آبل. لا يجب عليك أن تصبح شخصًا آخر. لا يجب عليك أن تضع ذلك القناع عندما تذهب للعمل. لكن ما يجمعنا كلنا هو المبادئ والقيم. نريد أن نقوم بالشيء الصحيح. نريد أن يكون الموظفون صادقون وصريحون. نحن نعترف عندما نكون مخطئون ولدينا الشجاعة للتغيير.

لا مكان للسياسة لدينا. أنا أحتقر السياسة. لا مكان لها في الشركة. حياتي أقصر من أن أتعامل معها. لا بيروقراطية. نريد تلك الشركة سريعة النمو، الرشيقة، التي لا مكان للسياسة لديها.

عندما نقوم بعمل ذلك، تصبح الأمور بسيطة للغاية. لا يصبح لديك تلك المشتتات. لا يصبح لديك تلك الأشياء التي تقلق منها الشركات عادة. هذا يجعل عملنا بسيطًا ويجعلنا نركز على الأشياء المهمّة فعلًا.

كما تعلم، لدي تجربة مع شركات أخرى. آبل كالجوهرة، إنه شرف أن أكون في بيئة كهذه. لقد عايشت كيف تكون الأوضاع عندما لا تتواجد هذه القيم والمبادئ، إنها متعبة للغاية. لهذا أحرص على الحفاظ على قيمنا. دعني أضعها بهذا الشكل، سأفعل المستحيل للحفاظ على قيمنا.

  • كيف تتعامل مع التصميم؟ هل لديك اجتماعات أو طريقة عمل رسمية واضحة؟

لن أقول أنه ليس لدينا اجتماعات، لن أوصل الأمور لذلك الحد. أنا أتحدث عن بذور الأفكار. نريد أفكارًا من الـ 80,000 موظف، لا أفكار خمسة أو ثلاثة فقط. عدد أقل من الموظفين سيكون مسؤولًا عن القرار والتعديل والبدء في التنفيذ، ولكننا نريد أن تأتي الأفكار من كل مكان. نريد من الموظفين أن يستكشفوا. هذا ما كنت أتحدث عنه مسبقًا.

ديف قرول مع جوني آيف وتيم كوك في مؤتمر إطلاق الآيفون 5 في 12 سبتمبر 2012

لدينا اجتماع للفريق التنفيذي. إنه في التاسعة صباحًا من كل يوم اثنين. يجب على الجميع أن يكون في ذلك الإجتماع. نقضي أربع ساعاتٍ مع بعضنا البعض. نتحدث عن كل شيء مهم في الشركة، كل شيء. مرورًا بكل منتج تم شحنه، كيفية سير عمل الفرق، أي مشكلة محورية موجودة. قد نتناقش ونتجادل حول المشاكل الحالية. قد نتناقش ونتجادل حول الخطط المستقبلية. قد نصل إلى مرحلة نقول عندها: “يجب علينا التوقف هنا وعمل عصف ذهني حول الموضوع” بالحفاظ على هذا الإيقاع وعلى الصرامة حوله، يمكننا جعل عمل الشركة سلسًا بشكل أكبر.

ذلك كان مثالًا واحدًا، خذ مثالًا آخر، كل يوم أربعاء نجتمع مع رؤساء أقسام المنتجات. الفريق التنفيذي يجتمع مع فريق ماك مثلًا ويستمر الحديث لساعات نتناقش فيها عن ماك. يوم الأربعاء التالي نقضي بضع ساعات مع فريق الآيفون والآيباد، وهكذا. وبهذه الطريقة يكون لديك اجتماعات، رغم أنها قد تكون ناقدة لك، لكنك تقوم بها لأنها تساعد الشركة في الاستمرار في العمل.

  • هل يكون لديك جولات عشوائية في الشركة؟

نعم، وعادة ما تكون ناقدة. الأمر ليس عن الدوران حول أقسام الشركة فقط، لدينا العديد من المتاجر. تشمل جولاتي المتاجر أيضًا. يمكنك أن تعلم الكثير في المتاجر. يصلني كثير من الرسائل كما أشرت مسبقًا، ولكن الأمر مختلف عندما تذهب للمتجر وتتحدث مع العملاء وجهًا لوجه، يصلك الإحساس العاطفي بشكل مباشر.

عدم السماح لنفسك بالإنعزال هو أمر مهم للغاية. قد يكون أهم أمر على الإطلاق. أعتقد، كرئيس تنفيذي، أنه سيكون من الصعب جدًا على الرئيس التنفيذي لآبل أن يكون منعزلًا. قد يكون ذلك ممكنًا، لا أعلم. ولكن ما بين العملاء والموظفين والإعلام، يصلك الكثير من ردود الأفعال. الأمر المهم هو اتخاذ القرار المناسب حول ردود الأفعال التي تصل إليك.

  • كيف تختلف سياسة آبل مع الأجهزة اللوحيّة عن سياسة سامسونج أو أمازون أو مايكروسوفت؟

مرة أخرى، لو نظرت لهدفنا الرئيسي، نحن نركز على صناعة أفضل المنتجات. إذًا هدفنا متمركز حول المنتجات، نهتم بأدق التفاصيل. نحن نقوم بدمج العتاد، البرمجيات والخدمات مع بعضهم البعض. لو نظرت إلى أندرويد، إنه أشبه بنظام ويندوز. نظام التشغيل يأتي من الشركة أ، الشركة ب تقوم ببعض عمليات الدمج، وربما تأتي بعض الخدمات من مكان آخر. أعتقد بأنه من الواضح أي تجربة استخدام يتوّلد من ذلك.

في الحقيقة، لقد أُصدر الكثير من الأجهزة اللوحية في الفترة الماضية، ويبدو ان استخدامها محدود جدًا. تشير الإحصائيات حاليًا إلى أن أكثر من 90٪ من تصفّح الانترنت من الأجهزة اللوحية قادم من الآيباد. ربما سمعت أيضًا عن الإحصائيات الصادرة من آي بي ام أن الآيباد اُستعمل كوسيلة وصول للتجارة الإلكترونية في يوم الجمعة الأسود الماضي أكثر من أي جهاز آخر. أكثر من أجهزة أندرويد مجتمعة، الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

بما أن هذه الإحصائيات لا تتوافق مع إحصائيات المبيعات، يبدو لي أن تجربة استخدام الآيباد أفضل وبمراحل من أي جهاز آخر. الآيباد أصبح جزء من حيوات الناس، لا مجرد جهاز يشترونه ويضعونه في الدرج. أعتقد بأن المنافسة أمر مفيد لنا. كلما زادت المنتجات في السوق، كلما زاد الإهتمام حول فئة معيّنة. وكلما زاد الإهتمام حول فئة معيّنة، كلما زاد الناس الذين يفكرون في الشراء. أعتقد أن هذا أمر إيجابي لنا.

  • هل جربت السيرفس أو الجالكسي؟

نعم، جربتهم. وجربت بعض الأجهزة الأخرى أيضًا. ما أراه، على الصعيد الشخصي، أنها بعض هذه الأجهزة مربكة. أنظمة تشغيل متعددة بواجهات استخدام متعددة. انهم أبعد ما يكون عن البساطة. نحن نعتقد بأن المستخدم يرغب في أن تزال كل الفوضى. نريد أن يكون المستخدم هو المركز في كل شيء. لا أعتقد بأن المستخدمين يريدون تبديلًا مستمرًا بين أنظمة التشغيل وواجهات الإستخدام وما إلى ذلك. لا أعتقد أن هذا ما يبحث عنه المستخدمون. أعتقد بأن المستخدمين يبحثون عن تطبيقات مخصصة للأجهزة اللوحية. كما تعلم، لدينا أكثر من 275,000 تطبيق مخصصة للجهاز اللوحي. عندما تقوم بمجرد تمديد تطبيق هاتف ذكي على جهاز لوحي، تلك تجربة استخدام فظيعة. أعتقد بأن هذا سبب آخر لقلة استخدام الأنواع الأخرى من الأجهزة اللوحية.

لا أشكك في أنه سيباع أجهزة لوحية أخرى، هذا حاصل اليوم وسيحصل في المستقبل. ولكنني أعتقد بأن كثيرًا من الناس يحظون بشعور جيد فور حصولهم على الجهاز اللوحي بسعر منخفض، وعندما يحضرونه للمنزل ويبدأون في استخدامه، لا يكونون راضين أبدًا. الإحساس بالرضى توالى. وهؤلاء الأشخاص لا يشترون مرة أخرى.

دعني أعطيك مثالًا لهذا، لقد كنت أفكر بهذا منذ مدة. انظر الى حواسب الانترنت (Netbooks) اعتقد كثير من الأشخاص أنها كانت أروع الأجهزة على الإطلاق. الكثير من الشركات قامت ببيعها. في الحقيقة، المبيعات كانت مهولة. مالذي حدث بعد ذلك؟ فشلت، لأنها كانت فظيعة! لقد كانت أجهزة واهية بلوحات مفاتيح سيئة للغاية. كانت أجهزة ضعيفة. لقد كانت أجهزة فظيعة.

لهذا لم ندخل أبدًا في تلك الفئة. لم نضيّع أيًّا من وقتنا عليها. المنتج العظيم لا يعني سعرًا مرتفعًا. انما يعني سعرًا عادلًا. سعر الآيباد ميني منخفض حتّى 329 دولار. هذا ليس بمنتج مرتفع السعر. إذًا عندما نستطيع إنتاج منتجات عظيمة ونستطيع الوصول لسعر مناسب، نحظى بشعور رائع. لكن من المستحيل أن نقول: “يجب علينا الحصول على منتج بهذا السعر، لنرى ما يمكننا فعله حول ذلك” نحن لا نفكّر بهذه الطريقة. نحن نفكّر بالمنتج ونفكّر بالحصول على منتج نرغب نحن باستخدامه. عندما نستطيع فعل ذلك ونستطيع الوصول الى سعر مناسب في نفس الوقت، هذا شيءٌ عظيم. ولكن مستخدمينا لديهم سقف توقعات مرتفع، ولن نحاول أن نمرر عليهم منتجًا، من المستحيل أن نفعل ذلك. هذه ليست الطريقة التي نفكر بها.

  • أنا مصدوم أن خرائط آبل تمثّل حالة نادرة للغاية عندما تفكر آبل بفكر تجاري استراتيجي أكثر من أن تفكر بتجربة المستخدم. هل هذا عادل؟

لا، لا. لن أقوم بصياغتها بهذه الطريقة. حسنًا، دعني أعود قليلًا. السبب الذي قمنا بإنشاء خرائط آبل من أجله هو أننا رأينا إليها بهذه الطريقة: “ماذا يريد العميل؟ مالذي سيكون عظيمًا للعميل؟” أردنا أن نوفّر لعملائنا ملاحة لفّة بلفّة. أردنا أن نوفر لعملائنا دمجًا صوتيًّا. أردنا أن نوفر للعملاء خدمة فلاي-اوفر. وهكذا أصبحت لدينا قائمة بأشياء نعتقد بأنها ستكون تجربة استخدام رائعة. ولم يكن لنا خيار الّا أن نقوم بها بأنفسنا.

قمنا بتخطيط معيّن منذ بضع سنوات وبدأنا في تنفيذه، إذًا لم يكن الأمر كما لو قلنا: “سيكون من الأفضل للشركة استراتيجيًّا أن لا نقوم بالعمل مع الشركة س” حاولنا أن نقدّم للمستخدم تجربة استخدام أفضل. والحقيقة أننا لم نصل لمستوى توقعاتنا. لقد أخفقنا.

إذًا مالذي نقوم بفعله حاليًّا؟ نحن نقوم بوضع جميع طاقتنا لتصحيح الأمر. لقد أصدرنا تحديثات برمجية متعددة حتى الآن. لدينا خطة ضخمة لجعل الخرائط تبدو بأفضل صورة. سوف تتحسن من مرور الوقت. لكن الأمر لم يكن أبدًا أننا اتخذنا قرارًا استراتيجًّا على حساب العملاء. لقد أخفقنا، هذه الحقيقة.

  • سامسونج هي أحد أكبر مورديكم. هم أيضًا أحد أهم منافسيكم وأعداؤكم في القضاء. هل هذا شيءٌ غريب؟

الحياة قد تكون معقدة في بعض الأحيان. نعم، إنه أمر غريب. إنه أمر غريب. أكره المقاضاة. أكرهها بشدّة. بالنسبة لنا، ننظر إلى الموضوع بأنه مرتبط بقيمنا. ما نريده، في عالم مثالي، هو أن يقوم كل شخص بالاختراع بنفسه. نحن نحب المنافسة. ولكننا نريد أن يكون للناس أفكارهم الخاصة وأن يخترعوا منتجاتهم بأنفسهم. ما حصل أنه وبعد الكثير من المحاولات، شعرنا بأننا لا نملك خيارًا آخر — حاولنا بكل الطرق الممكنة. سوف نرى ما سيحدث في المستقبل.

  • لديك معرفة شخصية بعائلة “لي” في سامسونج. هل تؤثر العملية القضائية على علاقتك معهم؟ كيف تتجنبون ذلك عندما تتحدثون مع بعضكم كشركاء؟

نستطيع التفريق بين الأجزاء المختلفة في شركتهم. إنهم شركة كبيرة ولديهم أقسام مختلفة وما إلى ذلك. هكذا أنظر إلى الموضوع.

لا أقول بأن الوضع لم يتغير مطلقًا، ولكن سبق لنا ولسنوات أن عملنا مع شركات ننافسها. مايكروسوفت مثالًا. هم يقومون بتوفير حزمة برامج أوفس للماك، وهم أيضًا شريك كمطوّرين. ولكنهم منافسونا في نفس الوقت. إنتل مثالٌ آخر، هم شركاء مع الماك. ولكن من الواضح أنهم يحاولون أن يدخلون في سوق الهواتف. لهذا الأمر ليس مختلف بالنسبة لنا، ليس فريدًا من نوعه. ليست أول مرة نتنافس ونتعاون فيها. هذا شيء نصحوا كل يوم في الصباح ونفعله. المختلف هذه المرة هو الحمل القضائي. أتمنى أن تحل الأمور مع مرور الوقت.

  • لقد قمت بالكثير من العمل بخصوص توفير المزيد من الشفافية حول عمليات التصنيع. بالتحديد بشأن الشروط التي وضعتها بخصوص الموظفين الذين سيعملون على منتجات آبل. أنت تعرف تيري جو في Foxconn لأكثر من 20 عامًا.

إنه وقت طويل.

  • عندما طلبت منه تغيير بعض الأشياء، مالذي طلبته منه بالتحديد؟ وهل كان متجاوبًا؟

لقد كان متجاوبًا للغاية. لقد كنا في وضع التحقيق لفترة وقمنا بنشر تقارير سنويّة ونحن نعمل بجهد كبير لإصلاح المشاكل التي وجدناها — ما زلنا في صدد التدقيق والمراجعة. بالإضافة لجهودنا، قمنا بإشراك منظمة العدل للعمّال لتقدم لنا تدقيق ومراجعة إضافيين. إنهم يقومون بإحضار خبراء يبحثون في مختلف الصناعات، العملية فيها شفافية تامّة. إنهم يقومون بنشر تقاريرهم الخاصة وما إلى ذلك. نحن الشركة التقنية الوحيدة التي تقوم بذلك. وافق تيري على فتح منشآته لمدققي آبل ولمدققي منظمة العمّال. لقد كان متطلبًّا رئيسيًا منّا، ولكنه وافق.

كوك عند زيارته لمصانع Foxconn في مارس 2012

لو نظرت إلى موقعنا الإلكتروني، ستجد أننا قمنا بتوضيح ساعات العمل الخاصة بما يقارب مليون موظف يعملون لقنوات التوريد المختلفة. لا يوجد شركة أخرى تقوم بفعل ذلك. نحن نقوم بإدارة هذا الموضوع بدقّة. نحن أيضًا نقوم بتوعية الموظفين حول حقوقهم. قمنا بتدريب 2 مليون شخص، وقمنا بتوفير مناهج علمية على مستوىً جامعي للمصانع ليتمكن الموظفون من البدء في الحصول على درجات علمية.

إذًا نحن نقوم بالعديد من الأشياء التي أعتقد بأنها عظيمة، مختلفة للغاية، وسبّاقة في عالم الصناعة. لا أعتقد بأن أي شركة أخرى تنظر بعمق كما نحاول التنقيب بعمق في قنوات التوريد الخاصة بنا. نحن عدنا للأساس، وسنقوم بالتعمّق بشكل أكبر. بالإضافة لذلك، نحن قررنا أن تكون لدينا شفافية مطلقة. أنا أدعو الجميع للتبليغ لنا.

  • حسب علمي هنالك موظفين يعيشون في مساكن تابعة لهذه المصانع.

لدينا تنفيذيون سبق لهم السكن في مساكن تابعة للمصانع، هذا ليس بشيءٍ غير اعتيادي. بأمانة، لم يكن مقصدنا أن نرى الموظفين يعيشون في مساكن تابعة للمصانع، ما حدث هو أننا عملنا بقرب مع شركائنا المصنعين وتناقشنا عن ما قد يكون مناسبًا. وفي النهاية قرر البعض فعل ذلك.

بالإضافة لذلك، لدينا المئات من الأشخاص الذين استقرّوا في مصانع الصين ويعملون بنظام الدوام الكامل. يقوم هؤلاء بالمساعدة في التصنيع وعمليات التصنيع وما إلى ذلك. الحقيقة هي أننا لن نستطيع أن نصنّع بالسرعة التي نقوم بها لو افترضنا بأن عملية التصنيع غير مرتبطة بالشركة. إنه مرتبط. إنه جزء من سير العمل.

  • لقد أشرت بأنكم الآن تحاولون التحقيق والحصول على المزيد من المعلومات. ما هو المجهول حتى الآن فيما يخص قنوات التوريد؟

هنالك أمور غير واضحة دائمًا. أعتقد بأن من يظن أنه واعٍ بكل ما يدور لا ينظر بدقة كافية، بعمق كاف، أو أن المعيار لديه منخفض. من وجهة نظرنا، لا نريد أن نرى أنه لا توجد مشاكل. إذا لم نجد مشاكل، ذلك يعني بأن معيارنا ليس بالارتفاع المطلوب. لذلك نحاول رفع المعيار حتى نجد المشاكل — نستمر في فعل ذلك. اذا فعلت ذلك، ستستمر في إيجاد المشاكل. هذه هي الطريقة التي ننظر بها إلى هذا الموضوع.

إن الأمر يعود إلى النقطة التي ذكرت فيها مقولة كينيدي بخصوص التبرعات. نحن نقوم بالكثير من العطاء. نحن نشعر بالمسؤولية عن جعل العالم مكانًا أفضل.

  • لقد كان لك دور فعّال بخصوص إعادة آبل إلى مجال التصنيع. مالذي يمكن فعله لإعادة آبل تصنيع المنتجات إلى الولايات المتحدّة؟

قد لا يعلم الكثير أن المعالج للآيفون والآيباد يصنع في الولايات المتحدة. والكثير من هذه الأشياء يتم تصديرها. الزجاج يصنع في ولاية كنتكي. وفي العام القادم سنقوم بإعادة بعض من تصنيع الماك إلى الولايات المتحدة. نحن نعمل على هذا من فترة طويلة، ونحن نقترب من هذا الهدف يومًا بعد يوم. سيحدث هذا في عام 2013، نحن فخورون بذلك. كان من الممكن أن نقوم بالتجميع فقط، ولكننا أردنا أن نقوم بنقل الصناعة نفسها إلى الولايات المتحدة. سنستثمر أكثر من 100 مليون دولار لتحقيق ذلك. هذا لا يعني أننا سنقوم بذلك بأنفسنا، بل سنقوم بالعمل مع شركاء.

  • بخصوص نفس الموضوع، نحن في عام 2012. أنتم شركة متعددة الجنسيات حاليًا. برأيك، مالذي يمنع الشركات الأميركية من أن تكون وطنيّة؟ ومالذي يعنيه ذلك في هذا العصر؟

(توقّف لمهلة) هذا سؤال ممتاز. أشعر بأن لدينا مسؤولية عن توفير الوظائف. لا أعتقد بأننا مسؤولين عن توفير نوع معيّن من الوظائف، ولكن لدينا مسؤولية عن توفير الوظائف. أعتقد بأن لدينا مسؤولية عن رد الجميل للمجتمعات. لنتمكّن من تحقيق ذلك، لا في الولايات المتحدة فقط بل في الخارج أيضًا، أعتقد بأن لدينا مسؤولية حول صناعة منتجات رائعة يمكن إعادة تصنيعها لتصبح مفيدة أكثر.

هذا أهم ما في الأمر. شركات السجائر مثلًا يمكنها أن ترد الجميل للبيئة بطريقة ما. نحن نريد توفير منتج يقوم بتغيير حيوات الناس بطريقة ما. نركّز الكثير من طاقاتنا على التعليم، قمنا بتوفير تطبيق صانع الكتب (iBooks Author) مجّانًا. أردنا أن نقوم بتغيير كامل في مجال الكتب المدرسية والصفوف الدراسية. أخذنا على عاتقنا مهمة صعبة في مجال التعليم، لا نعتقد بأننا سنتمكن من حل كل مشاكل التعليم، ولكننا نحاول حل أحد أهم المشاكل. ألا تعتقد ذلك؟

نحن مسؤولون عن الكثير من الأشياء. لا أعتقد بأن مقياس توفير الوظائف في الشركات مرتبط بعدد الموظفين الذين يعملون بشكل مباشر للشركة فقط. هذا نظرة بأسلوب قديم للغاية. بيئة تطوير نظام iOS تسمح للمطوّرين أن يعملوا كرائدي أعمال. كما تمكّنهم من أن يقوموا ببيع التطبيقات في سوق عالمي لم يكن موجودًا في السابق. سوق برمجيات الهواتف كان ناشئًا ما قبل الآيفون. الآن، يوجد مئات الآلاف من المطورين.

على عكس الكثير من الشركات —من بين الشركات الكبيرة على حد علمي— جميع عمليات البحث والتطوير تتم في كاليفورنيا [مقر الشركة] نقوم بذلك لأنه من المهم أن يلتقي الموظفين ببعضهم وأن يقوموا بمناقشة الأفكار وأن يتعاونوا. نقوم حاليًا ببناء مقر جديد للشركة يكلّف مليارات الدولارات لنقوم باحتضانهم في مركز للإبداع. نقوم أيضًا ببناء مقر جديد في أوستن لمن يعمل في تكساس. كما نقوم ببناء 3 مراكز معلومات ضخمة في أوريقان ونيفادا، بالإضافة لمركز المعلومات المتواجد حاليًّا في ميدن، نورث كارولاينا.

لذلك، الوظائف تأتي بمختلف الأشكال. لو نظرت إلى الموضوع بشكل عادل، —قدّرنا هذه الأرقام بالتعاون مع أطراف أخرى— نحن قمنا بخلق أكثر 600,000 فرصة وظيفيّة في الولايات المتحدّة. لا يقوم جميع هؤلاء بالعمل لآبل، نحن الآن جزء من العالم الإقتصادي. أكثر من 60٪ من مبيعاتنا تتم خارج الولايات المتحدّة، لذلك أعتقد بأن علينا مسؤولية تجاه الناس خارج الولايات المتحدة أيضًا. نحن ننظر بجديّة لتوفير الوظائف، التعليم، رد الجميل والبيئة.

  • لا يعلم الكثير أن آبل لديها محفظة وقائية، بريبرن كابيتال.

لن أسميها بمحفظة وقائية.

  • كيف يمكنك وصفها؟

إنها كيان يقوم بإدارة أموال آبل. لذلك لن أسميها بمحفظة وقائية. لو نظرت إلى استثمارات بريبرن كابيتال، ستجد أنها أكثر استثمارات متحفظة عرفها البشر. (يضحك)

  • وبخصوص ما نسمعه عن عمليات العودة؟

هذا مقصود. لا نرى أنفسنا كمصرف استثماري أو صندوق استثمار بشخصية عدوانية. الهدف الرئيسي هو الحفاظ على رأس المال. يجب علي القول بأن هذا لم يكن عملية سهلة في السنوات الأخيرة الماضية. أعتقد بأن الزملاء العاملين في بريبرن كابيتال قاموا بعمل رائع بخصوص ذلك.

  • هل تقوم بتفقّد المحفظة بشكل دوري؟

لا أدخل نفسي في اتخاذ القرارات الاستثمارية، لدينا قسم خاص بهذه الأمور ومدير مالي متمّيز. هم المسؤولين عن هذه الأمور. لا يخفى أنه كان لي دور كبير في عملية تقسيم الأرباح، ولكن لا علاقة في بالاستثمارات وما إلى ذلك.

  • أحد الانتقادات التي توجه لك هي أنك لست بشخص قادر على إدارة المنتجات، أنت شخص منطقي. أنت شخص يجيد التعامل مع الأنظمة الحاسوبية. لديك خلفية هندسية. بما أنك تدير شركة منتجات، هل تشعر بالنقص؟ هل هنالك معلومات تود تصحيحها؟

أعتقد بأن الناس هم من يستطيعوا بأن يصنفوني ولكن دعني أخبرك كيف أعمل، سواء كان هنالك أمر أنا أعرف عنه الكثير أو العكس، أقوم دائمًا باستشارة أناس آخرين. لأن الأشخاص الذين حول الطاولة [التنفيذيّون] مذهلون. ودائمًا ما يضيفون الكثير لأفكار ظننت بأنه يمكن الإضافة لها.

لم يأتيني أبدًا ذلك الشعور أنه يجب علي أن أعرف كل شي، أعتقد أن معرفة كل شي مهمة مستحيلة. لا أعرف أحدًا يمكنه فعل كل ذلك. ربما يوجد من يستطيع فعل ذلك، ولكنني لست أحدهم. لذلك أعتمد على الكثير من الأشخاص لإنجاز مختلف الأعمال.

  • ما هو دور الحدس في في عملك؟

دور هام. هام للغاية. أهم الأشياء في الحياة، على الصعيد الشخصي أو العملي، تعتمد على الحدس. أعتقد بأن هنالك الكثير من المعلومات والبيانات التي تثري هذا الحدس. يمكنك القيام بالكثير من عمليات المعالجة، يمكنك القيام بالكثير من الأشياء التي تعتمد على الأرقام. ولكن في النهاية، الأشياء الأكثر أهمية هي ناتج الحدس. ولا أعتقد أن هذا الأمر صحيح بالنسبة لي فقط، بل أنا متأكد من أن الكثير من الأشخاص يحصل لهم هذا. لا أعتقد أنه حالة فريدة من نوعها.

  • أحد المقولات التي أصبحت جزءًا من سيرتك هي قول ستيف جوبز لك: “لا تفكّر بما كنت سأفعله” هل هذا صحيح؟ وإن كان صحيحًا، هل لنا أن نعرف القصة؟
جوبز وكوك في عام 2001 عند افتتاح أول متاجر آبل

نعم، هاتفني ستيف في أحد عطلات نهاية الأسبوع وقال: “أود الحديث معك” لقد كان ذلك في صيف عام 2011. قلت: “حسنًا، متى؟” كما هي عادة ستيف، قال: “الآن” قلت: “عظيم، سأكون هنالك حالًا” ذهبت إلى منزله. ما زلت أتذكر كيف بدأ المحادثة: “لم تمر آبل بفترة تغيير كبير في منصب الرئيس التنفيذي مسبقًا. لقد قامت شركتنا بعمل الكثير من الأشياء العظيمة، ولكنها لم يسبق لها فعل ذلك أبدًا. أريد أن تمر مرحلة تغيير الرئيس التنفيذي للشركة بشكل احترافي. لقد قررت بأني سأقوم بتزكيتك لمجلس الإدارة لمنصب الرئيس التنفيذي. وسأصبح أنا رئيس مجلس الإدارة”

لقد تحدثنا عن كوني مديرًا تنفيذيًا بعد ستيف مسبقًا بالطبع، لذا لم تكن هذه أول مرة أسمع برغبته. ولكن المحادثة حصلت في وقت اعتقدت فيه أن صحة ستيف في تحسّن. لذلك كنت متفاجئًا. سألت ستيف: “هل أنت متأكد؟” قال هو: “نعم. لا تسألني عن هذا مرة أخرى”

وبدأنا في الحديث عن ما قصده، مرة أخرى، ما كنت أفكر فيه وأجزم بأن ما كان هو يفكر فيه أنه سيصبح مدير مجلس الإدارة وأنا سأصبح المدير التنفيذي. لذلك كنت أفكر، كيف يمكن أن تنجح الأمور بهذا الشكل؟ من الواضح أنه فكّر في الموضوع بعمق تام.

سألته كيف يريد أن يكون له دور كرئيس لمجلس إدارة، قال: “أريد أن يكون الأمر واضحًا. لقد رأيت ما حصل عندما توفى والت دزني، احتار المسؤولون واستمروا في السؤال عن ما كان والت سيفعله. أصبحت أعمالهم مشلولة” ويستمر في الحديث: “لا أريد أن تتسائل أبدًا عن ما كنت سأفعله، افعل ما تراه مناسبًا” لقد كان واضحًا للغاية.

لقد وضّح وجهة نظره. لقد قال: “أتمنى أن تستمع لرأيي اذا اقترحت شيئًا ما.” قلت أنا: “بالطبع” (يضحك) لكنه كان واضحًا للغاية، ودعني أقول لك أن ما قام به أزاح عبئًا كبيرًا عنّي كان سيصبح موجودًا. قام بإعادة كلامه هذا قبل وفاته بفترة قصيرة. في المرة الثانية، أعتقد أنه قال لي ذلك لأنه عرف بأنه سيترك عبئًا كبيرًا لمن سيأتي بعده. لقد كانت تلك طريقته في التأكد من أن آبل لن تظل أسيرة الماضي.

أكثر من أي شخص آخر عرفته في حياتي، لقد كانت لديه القدرة على تغيير رأيه. قد يكون له رأي في أمر معين، وبلمح البصر (يقوم كوك بطق أصابعه) يكون لديه نظرة مختلفة تمامًا. (يضحك) اعتقدت بأن هذا أمر غريب في أيامي الأولى في الشركة، ولكن سرعان من أدركت بأنها نعمة عظيمة. الكثير من الناس، المدراء والتنفيذيون على وجه الخصوص، يتمسّكون بقوة بأفكارهم القديمة، وقد يرفضون أو قد لا تكون لديهم الشجاعة للاعتراف بأنهم مخطؤون. ربما تكون خصلة تغيير الرأي هي أكثر خصلة لم تأخذ حقها من التقدير من خصال ستيف. إنها موهبة.

  • هل تفتقده؟

أفتقده كل يوم. لقد كان صديقًا أكثر من كونه رئيسًا. عندما تعمل مع شخص لفترة بهذا الطول، بالنسبة لي على الأقل، تصبح العلاقة بينكما مهمّة للغاية. لا أريد العمل مع أشخاص لا يعجبونني، الحياة أقصر من أن أضيع وقتي على ذلك. يوجد في هذه الحياة أصدقاء حقيقيون قلائل للغاية.

المصدر

الوسوم

7 آراء على “السنة الأولى لتيم كوك: الرئيس التنفيذي يتحدّث أخيرًا!”

  1. حديث ملهم، وحوار شيق، يؤكد أن ابل هي ابل
    حيث يكون الابداع تكون ابل، تغيير سلوكيات الناس كان أمرًا عظيمًا قامت به الشركة، الأمر العظيم الآخر هو محافظة ابل على هذا.
    تقوم الشركات بسحب أموالك، لتقدم لك جهازًا، وفقط
    ابل تقوم بسحب أموالك، لتكون كما تحبُ أنت أن تكون !.

  2. كل الشّكر والتقدير والامتنان لِمَن قام بهذه الترجمة الاحترافيّة.
    شُـكراً عالم آبل.

  3. حوار شيق وممتع كثير ومع شخصيه عظيمه مثل سلفه ستيف جوبز قائد ثوره ابل التكنلوجيه شركه ابل من افضل الشركات ومتميزه كثيرا وتختلف الشئ الكثير عن باقي الشركات شركه ابداعيه مهتمه بأدق التفاصيل شركه غيرت البشريه ومفهومها اتجاه التقنيه شركه لامست احاسيس الناس بمختلف الجنسيات شركه ابدعت وابتكرت ثم انتجت منتجات وصلت شهرتها للعالم بأسره تعجبني شركه ابل كثير وتعجبني منتجاتها فعلا تتمسك بهذه المنتجات لانك تعرف انها تحف وجواهر ابل استطاعت ان تجعلنا نفكر عن منتجاتها بهذه الطريقه اقل ما اقوله عن الايفون هو جوهره والايباد هو الماسه صنعت بأتقان وجماليه وفخامه وجوده عاليه جدا اذا نظرنا للماك فأنه اجمل جهاز تراه عينك واجمل جهاز تستخدمه شكلا ومواصفات وتقنيه وجاذبيه لا انكر عند زيارتي لمتجر ابل في لندن لم اكن اريد شراء الى الايفون والخروج لكن عندما رأيت الماك بوك برو شدني وابهرني جدا اولى لمساتي عليه جعلني افكر بشرائه واقتنائه اعجبت فيه جدا جدا توجهت لليمين قليلا وجدت الايماك فعلا فعلا هذا الجهاز لايوصف ابدا شئ من الخيال والذوق الرفيع الى الان افكر فيه وافكر بأقتنآئه رغم عدم حاجتي لجهاز مكتبي لكن ابل استطاعت ولا احد ينكر ذلك ان تجعل منتجاتها تأسر مشاعر الناس بجامليتها وجودتها وتقنيتها العاليه قليل من الشركات تستطيع ذلك ان لم تكن معدومه الاختلاف جذري بين ابل وبقيه الشركات بقية الشركات تسعى لانتاج جهاز وتريك مواصفاته العاليه فقط لتشتريه ثم بعد شرائك سرعان ماتنقطع علاقتك بالشركه المنتجه وسرعان ماتكتشف انه مجرد هاردوير وسوفتوير لا يمتزجان مع بعضهما وسرعان ماتشعر بأن الذي بيدك جهاز قوي هاردوير لكنك لاتسطيع الاستفاده القصوى من هذه المواصفات هذا ماحدث معي بالجالكسي 3 جهاز مواصفات عاليه لكن لايقارن ابدا ابدا مع منافسه الايفون 5 الاقل منه مواصفات رغم هذا الشئ فالايفون يتفوق على الجالكسي والمستخدم يستطيع ان يستغل جميع قدرات جهازه الخارقه ويطوعها لاستخدامه ويلاحظها بأستخدامه للجهاز ويستمتع بذلك عكس المنتجات من شركات اخرى قد تعلم انها بمواصفات عاليه لكنك بعد استخدامك تسأل نفسك هذا جهاز بمواصفات عاليه ولكني لا استطيع الاستفاده منها اغلب الشركات تضع مواصفات عاليه لاغراض البيع المميز بأبل رغم انتاجها منتجات كثيره لكنها تجعل المستخدم والعميل مرتبط بها وتهتم له كثيرا وتهتم لجهازه بغض النظر عن عمر الجهاز والاهم من ذلك تجعل جميع العملاء محل اهتمام على قدر المساواه تجد تحديث للنظام ويصدر لعموم المستخدمين بالشرق والغرب وبكل مكان في آن وآحد عكس بقيه الشركات مناطق مهمله ومناطق يهتمون فيها هذا شئ ينعكس على العميل كثيرا وينعكس على رضاه على الشركه وانتمائه لها حقا ابل شركه عريقه والدليل سقف متطلبات الناس منها عاليه اهتمام الناس بأن ابل هي من عليها ان نتنج منتجات مواصفات قد نقول عنها خياليه وان عليها هي فقط وهي القادره على ذلك هذه المرحله اذا وصلوا لها الناس فأعلم ان الشركه ناجحه جدا ومتفوقه لان لو لم يهتم او يتوقع او يطلب الناس من الشركه شيئا فأعلم انهم ولايهتمون لها كثيرا وهذا الذي يحصل بالواقع دائم بالاشعات تجد جميع شائعات المتعلقه باجهزه ابل سقفها عالي وخيالي بينما لو تنظر لمختلف الشركات تجد ان وجدت شائعات بالاساس تجد ان سقف هذه الاشعات او المتطلبات لايتعدى الواقع اشكر من قام بكتابه هذه الترجمه الاحترافيه والمبدعه واشكركم جميعا في هذا الموقع فعلا انتم نافذه ابل المشرقه في منطقتنا

  4. اشكرك فهد على الترجمة الاحترافيه
    وستبقى ابل في المقدمة دائماطالما التعاون مستمر بين التنفيذيين.

اترك رداً على عبدالله الهاشمي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *