آبل هي شركة تقنية في المقام الآول ، تأسست و ترعرعت على تصنيع أجهزة الحاسب الآلي و أنظمة التشغيل.
إلا أنه في السنوات الآخيرة إتجهت الشركة لدخولها في مجالات الحياة المختلفة لإحداث طفرة تقنية في كل مكان، هذا الدخول يأتي مدعوماً بقاعدة الشركة المتينة و قدرتها القوية في تصنيع الأجهزة و إنشاء البرمجيات و توفير الخدمات التقنية. فهي ترتكز على ثلاثة عناصر هي العتاد و البرمجيات و الخدمات التقنية.
حيث أصبح المستخدم يملك الثقة في قدرتها على إحداث طفرة تقنية في المجال الذي تدخله. كانت بداية هذة الطفرات تلك التي حدثت في مجال الموسيقى عندما أطلقت عائلة أجهزة آيبود كعتاد و جهاز موسيقي بحت و دعمتها بالبرمجيات مثل مشغل الوسائط المتعددة الآيتونز على المنصات المختلفة، و خدمات تقنية كمتجر الآيتونز الذي أعاد مفهوم صناعة الموسيقى لتحدث بها معاً طفرة في ذلك العالم .
تلاها الدخول لمجال الترفيه المنزلي و الإستفادة من رصيدها في الطفرة السابقة ، فدخلت بالعتاد المتمثل في جهاز Apple TV و برمجياً بمشغل الآيتونز و خدمة تقنية بمتجر للأفلام و عروض التلفاز. لتحدث طفرة آخرى في هذا المجال.
و هذة الطفرات لم تتوقف و لا تزال تتواصل في كل حدث من أحداث شركة آبل مثلما آعلنت في مؤتمرها عن كونها شريك إطلاق حصري للخدمة المرتقبة HBO Now .
و اليوم ها هي تقود طفرة في مجال الأبحاث الطبية و هذا لم يكن وليد اللحظة و إنما هو حدث متوقع بالنظر للسجل التاريخي للشركة. فالمتتبع لتاريخ شركة آبل والناظر لطفراتها في المجالات السابقة يمكنه توقع ما تم الإعلان عنه بالأمس و ربما يذهب لأبعد من ذلك.
من أين بدأت القصة؟
بدأت القصة منذ الإتفاق التاريخي للتعاون مع شركة نايك الرياضية و توفيرها لتطبيق Nike+iPod لسنوات طويلة كبرنامج أساسي في أجهزة الآيبود كبرمجيات، و جهاز Nike+iPod sensor كعتاد .و إستمر التعاون مع إطلاق الآيفون بتوفير شركة نايك لتطبيقات اللياقة و الصحة و الرياضة كتطبيق Nike+ Running الذي يعمل على GPS لتحديد الموقع و سرعة الجري والمسافة والسعرات الحرارية المحترقة .
تطورت الأمور أكثر فأكثر و أصبحت أكثر تخصصاً فقد جاءت شركة آبل في عام ٢٠١٣ مع إطلاق iPhone 5S بمعالج خاص بتجميع و تحليل بيانات اللياقة و الصحة M7 كأول العناصر الثلاث وهو العتاد و جعلت جهاز الآيفون و الآيباد يقومان بجمع المعلومات ذات العلاقة بالصحة مثل مسافة المشي و سرعته و عدد الخطوات و التسارع و الحركة اليومية بشكل عام. و أعلنت كذلك عن تطبيق Nike+ Move الذي يقوم بإظهار البيانات التي يحتويها المعالج و إظهارها للمستخدم للمستخدم في هيئة رسومات جميلة و مفهومة.
في عام ٢٠١٤ جاءت المساهمة الكبرى في مجال البرمجيات كقوة إضافية في مجال طفرتها للمجال الصحي من خلال تطبيق ( صحتي ) كأيقونة رئيسية في برنامج التشغيل iOS 8 و لتشكل البرمجيات العنصر الثاني بعد العتاد في تكوين طفرة شركة آبل بالمجال الصحي و لم يتبقى سوى العنصر الثالث و هو الخدمات التقنية.
و في الحدث الخاص لعام ٢٠١٥ و مع وصول مبيعات أجهزة الآيفون إلى ٧٠٠ مليون جهاز آيفون ، جاء الإعلان عن العنصر الثالث حزمة الأبحاث Research Kit كخدمة تقنية، وكذلك الإعلان عن ساعة آبل الذكية كإضافة لعنصر العتاد و التي تحتوي على معالج خاص و مستشعر لنبضات القلب، لتكمل الدائرة في هذة السلسلة و تدعم به ثورتها في المجال الصحي .
بحيث يتم جمع البيانات الصحية من خلال العتاد سواءً بمعالج الحركة الثانوي الجديد M8 أو الساعة الذكية و من خلال البرمجيات متمثلة في تطبيق “صحتي” و مشاركتها كخدمة تقنية مع مراكز الأبحاث و الجامعات من خلال حزمة الأبحاث Research Kit و التي سوف نتحدث عن تفاصيلها في تدوينة مستقلة.
و الآن هل يتوقف الأمر عند هذا الحد؟ أم هناك طفرة صحية سنشاهدها في المؤتمرات القادمة لآبل؟