آبل

نظرة على تقنيات كاميرات LinX التي إشترتها آبل مؤخراً وقد نراها في أجهزة آبل القادمة

آبل

الاستحواذ الذي قامت به Apple مؤخراً على شركة LinX المتخصصة في تقنيات التصوير هو أحد أكثر الاستحواذات إثارةً للاهتمام في الأشهر القليلة الماضية. التقنيات التي يجري تطويرها من قبل LinX يمكن أن تؤدي إلى العديد من التحسينات الكبيرة في جودة تصوير أجهزة الـ iOS في المستقبل. ونظراً لأهمية هذه الخطوة؛ أردنا أن نلقي نظرة أعمق على تكنولوجيا LinX وماذا يمكن أن تغير في مستقبل تصوير الـ iPhone.

لا مزيد من الكاميرات البارزة

تخصصت شركة LinX في تطوير كاميرات الهواتف الذكية التي تمتاز بتعدد فتحات العدسة والتي تتفوق بالعديد من المميزات على الكاميرات ذوات الفتحة واحدة، بما في ذلك القدرة على التقاط صور بجودة عالية وبحجم أصغر في نفس الوقت. أيضاً من خلال هذه التقنية تمكنت LinX من الاستفادة من عدة مستشعرات صغيرة بدلاً من وجود مستشعرٍ واحدٍ كبير ممايعني عدم وجود الحاجة إلى كاميرات بعدسة طويلة.

أثناء تصنيع iPhone 6 و iPhone 6 Plus لم تكن Apple على استعداد بالتضحية بجودة الصور على حساب نحافة الهاتف مما اضطرها لاستخدام كاميرات بعدسات بارزة بشكل واضح للعيان. أما في المستقبل إذا ما استخدمت Apple تقنيات LinX فإنه قد يمكنها التخلص من هذا البروز الذي يضايق الكثير من المستخدمين. وفقاً لـ LinX فإنه تمكن لها عن طريق استخدام عدة مستشعرات صغيرة بدلاً من مستشعرٍ واحدٍ كبير السماح بتقليص نحافة كاميراتها إلى ثلثي النحافة السابقة في بعض الأجهزة، وقد وصفت الشركة هذه الكاميرا بأنها أنحف بشكل كبير من كاميرا iPhone 5s بل يمكنها التوافق مع أجهزة أنحف من الـ iPhone.

صور بجودة كاميرات SLR الاحترافية

في يونيو من العام الماضي أعلنت LinX عن إطلاق أحدث كاميراتها متعددة فتحة العدسة والمصممة للهواتف المحمولة، وأكدت الشركة في تقرير يشرح مميزاتها أن هذه الكاميرا تتفوق حتى على نظيراتها من الكاميرات التي تستخدم تقنية تعدد فتحة العدسة، مبينة في الوقت نفسه أن جودة الصور تأتي كأبرز المميزات التي أولتها الشركة فائق الاهتمام:

عند تصميمنا للخوارزميات والنماذج الأولية كانت أولويتنا دائماً هي جودة الصور، حتى إننا استخدمنا قنوات متعددة لتحفيز حساسية الكاميرا مما سمح لنا بالتقاط صور مذهلة في أدنى مستويات الإضاءة بدون الاضطرار إلى زيادة مدة التعريض عن نفس المدة في الإنارة الطبيعية.

وقد وُصفت كاميرات LinX للهواتف المحمولة باستطاعتها على التقاط صور بجودة كاميرات SLR الاحترافية في ظروف الإضاءة العادية مع الحفاظ على مستويات الضوضاء منخفضة، وذلك بسبب قدرتها على التقاط مزيد من التفاصيل بشكل أكبر بكثير من الكاميرات القياسية ذوات الفتحة واحدة. لإثبات ذلك؛ قامت LinX بنشر عدة صور لأحد كاميراتها (مزدوجة الفتحة بدقة ٨ ميجابيكسل مع مستشعرين كل منهما بجودة 4 ميجابيكسل مع 2.0 ميكرون بيكسل BSI أي بإضاءة خلفية) وقامت بمقارنة تلك الصور مع صور ملتقطة باستخدام كاميرا iPhone 5s (بدقة 8 ميجابيكسل وفتحة واحدة مع 1.5 ميكرون بيكسل) وكذلك كاميرا iPhone 5.

ضوضاء أقل وتفاصيل أكثر

الصور التي تم التقاطها بواسطة كاميرا LinX أكثر إشراقاً وأكثر وضوحاً مع انخفاض واضح في الضوضاء. كذلك يمكن الحصول على تفاصيل دقيقة عند تكبير الصورة بشكل أفضل من بقية الكاميرات كما يمكن ملاحظة ذلك في المقارنة أدناه.

التصوير مع إضاءة الأماكن المغلقة

تم التقاط الصورة أدناه في مستويات إضاءة متوسطة – حوالي 40 إلى 50 وحدة ضوئية (lux) – والتي تقارب مستويات الضوء في غرفة مضاءة جيداً سواءاً كانت في بيت أو مطعم. من خلال المقارنة يتضح أن المستشعر الضوئي في كاميرا LinX سمح بالمزيد من الضوء مقارنة بكاميرا iPhone 5 أو سامسونج جالاكسي S4، مع الحفاظ على مستوى الوضوح والحدة في الصورة وبأقل ضوضاء كذلك.

التصوير في الأماكن المظلمة

تمكنت تقنية كاميرا LinX المتطورة على إحداث تحسن كبير في جودة الصور تحت ظروف الإضاءة المنخفضة وذلك عن طريق استخدام قنوات متعددة لزيادة حساسية الكاميرا لالتقاط تفاصيل أوضح. كما ساعدت الكاميرا على الحفاظ على مدة التعريض قصيرة كما ينبغي وذلك للتقليل من الغشاوة التي من الممكن أن تحدث في ظروف الإضاءة غير المثالية. في الصورة التالية وتحت إضاءة تبلغ قيمتها وحدة ضوئية واحدة فقط (lux) تمكنت كاميرا LinX مزودجة الفتحة من التقاط تفاصيل أدق بشكل مثير للإعجاب.

بالإضافة لذلك حققت الصور الملتقطة في ظروف الإضاءة الخفيفة مستويات ضوضاء أقل وذلك من خلال استخدام تقنية Clear Pixel والتي تقوم بإضافة بيكسل شفاف للمرشحات الأحمر والأخضر والأزرق القياسية (RGB) مما سمح للمزيد من الضوء بالمرور في ظروف الإضاءة منخفضة. استخدام هذه التقنية سمح بمرور الضوء دون الحاجة إلى بيكسل أكبر مع الحفاظ على الدقة العالية. استخدام البيكسل الكبير يسمح بمرور الضوء على حساب انخفاض الدقة، ولكن مع استخدام تقنية Clear Pixel التي سمحت ببيكسلات صغيرة تسمح بمرور الضوء الكافي لم يكن على LinX أن تضظر للتضحية بالدقة أو الإضاءة على حساب أحدهما الآخر.

تقنية البيكسل

يدور الكثير من الكلام حول تأثير البيكسلات الصغيرة على وضوح الألوان في الصورة وأنها تؤدي لألوان داكنة أكثر. ولكن في المقابل فإن تقنية Clear Pixel الموجودة في كاميرا LinX أقل تعرضاً لهذه الإشكالية وذلك لأنه يمكنها جمع المزيد من الفوتونات لكل بيكسل، مما يؤدي مرة أخرى لتخفيض مستويات الضوضاء.

في تقريرها كذلك تصف LinX إحدى كاميرتها الأخرى (مزودة بـ1X2 فتحة عدسة مع مستشعرين كل منهما بجودة 5 ميجابيكسل مع 1.12 ميكرون بيكسل BSI أي بإضاءة خلفية) أنها مصممة للجوالات بالغة النحافة التي تحتوي على مساحة كاميرا محدودة. هذه الكاميرا هي أرخص تكلفةً من تلك التي ظهرت في iPhone 5s ولكن بنفس مستويات الجودة والوضوح وذلك بسبب استخدام بيكسلات أصغر. من المفترض بالطبع أن Apple ستستخدم شيء أكثر تطوراُ في أجهزتها القادمة ولكن هذا المنتج يعطي فكرة عن نوع التقنية التي تعمل LinX عليها.

التخطيط العمقي للنماذج ثلاثية الأبعاد 3D

باستخدام تقنية تعدد فتحات العدسة يمكن لكاميرات LinX القدرة على حساب التباين بين البيكسلات بشكل دقيق جداً خلال التصوير، ممايعني السماح بإنشاء تخطيط تفصيلي لعمق أي مشهد تلتقطه. باستخدام معلومات العمق لكل بيكسل مع معلومات الألوان الثلاثية RGB يمكن لكاميرات LinX تكوين عدد كبير من النقاط ثلاثية الأبعاد باستخدام إطار واحد أو نموذج كامل ثلاثي الأبعاد من خلال جمع عدة الإطارات ملتقطة من زوايا مختلفة. حتى في الهواء الطلق من الممكن حساب العمق سواءاً تحت ضوء الشمس المباشر أو في الظلام الدامس مع إضاءة فلاش (إما مرئية أو باستخدام الأشعة تحت الحمراء).

تخطيط نقطي باستخدام بيانات مأخوذة من صورة مفردة

ستكون هذه بالفعل تقنية مثيرة للاهتمام وذلك لأنه من الممكن استخدامها بالعديد من الأساليب الرائعة. تخطيط عمقي يسمح للمصور تكوين مسح ثلاثي الأيعاد لأي جسم وذلك عن طريق عدة صور بسيطة يتم التقاطها من زوايا متعددة، ويمكن كذلك باستخدام هذه التقنية تحديد حجم الجسم الذي يتم تصويره وبعده عن الأجسام الأخرى في الصورة مما قد يفيد في رسم خرائط الأماكن المغلقة على سبيل المثال. من الممكن أيضا استخدام معلومات العمق هذه لإعادة تركيز الصورة عن طريق إضافة غشاوة اصطناعية تساعد على محاكاة الأعماق المتباينة في حقل التصوير (هذه الطريقة موضحة في أحد براءات الاختراع لـ LinX). في مجال تحرير وتعديل الصور يمكن أيضاً استخدام هذه المعلومات لإزالة وإضافة أجسام إلى صورة.

تخطيط عمقي باستخدام كاميرا LinX

أنساق مختلفة لكاميرات LinX 

تقدم LinX عدة خيارات واسعة في كاميراتها لكل منها تطبيقات تختلف تماماً عن الأخرى. على سبيل المثال هناك مجموعة (1X2 فتحة عدسة) التي تأتي بمستشعر واحد والتي يمكنها أن توفر تخطيط عمقي منخفض الجودة مع أداء مرتفع الجودة في ظروف الإضاءة المنخفضة مما يمكنها أن تنتج صوراً أفضل. هناك كذلك مجموعة 2X2 والتي يمكنها تكوين تخطيط عالي الجودة مع مدى متحرك عال وفي نفس الوقت تقدم أداءاً متطوراً في ظروف الإضاءة المنخفضة مع جودة صور عادية. أما مجموعة 1+1X2 فتستخدم فتحتي عدسة صغيرتين لتكوين تخطيط عمقي يمكّن فتحة العدسة الرئيسية من التركيز بسرعة فائقة حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة للغاية.

كيف ستستخدم Apple تقنيات LinX

على الرغم من أنه لا توجد تأكيدات حول كيف ومتى ستقوم Apple بدمج تقنيات LinX في أجهزتها، إلا أنه من ليس من المستبعد أن نرى هذه التحسينات المذكورة في وقت ما هذا العام. هناك شائعات ذكرت أن Apple تتطلع إلى تحسين كبير في كاميرات iPhone 6s و iPhone 6s Plus مع تقنية جديدة تمكنها من انتاج صور بجودة كاميرات SLR الاحترافية وكما ذكرنا فإن ذلك من الممكن تحقيقه عن طريق تقنيات LinX بعدساتها متعددة الفتحة.

من المعروف أن جهاز Apple الرائد iPhone -على حسب بيانات Flicker- هو أحد أكثر أجهزة التصوير شعبية في العالم ممادفع Apple على مدى السنوات للتركيز بشكل كبير على تحسين جودة كاميراتها. التزام Apple المتواصل بتحسين جودة الصور الملتقطة بأجهزة iOS دفعها لتكون الأكثر جودة بين نظيراتها من كاميرات الأجهزة المنافسة والاستحواذ على LinX سيكون بالطبع داعماً أقوى لتبقى في المقدمة.

المزيد من التفاصيل حول تقنيات LinX وكذلك صور إضافية للمقارنة التي تحدثنا عنه موجود في تقرير الشركة الذي صدر في يونيو من العام الماضي بالتزامن مع إطلاق أحدث منتجاتها.

المصدر


رأيان على “نظرة على تقنيات كاميرات LinX التي إشترتها آبل مؤخراً وقد نراها في أجهزة آبل القادمة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *