عندما أعلنت شركة Apple خلال مؤتمر المطورين WWDC 2014 عن نظام التشغيل iOS 8 كان من أهم المميزات و التطبيقات الجديدة هو تطبيق “صحتي” أو ‘Health‘ و الذي من خلاله أفصحت شركة عريقة بتسخير التقنية لخدمة الشعوب و الإنسانية بدخولها بشكل رسمي و لأول مرة في المجال الصحي و لتصبح أجهزة iOS مثل الآيفون و غيره أجهزة طبية مساندة و أجهزة لياقة إن صح التعبير في إطلاق المسمى عليها.
البرنامج الذي ظهر للمرة الأولى بشكل رسمي بعد سلسلة من الشائعات التي تحدثت عن دخول الشركة لعالم اللياقة بعد سنوات طويلة من التعاون مع شركة رياضية مثل Nike و تطبيقها الشهير Nike+iPod و الذي يقوم عن طريق مستشعر صغير يتم وضعه بداخل أحذية Nike الرياضية بقياس الخطوات و المسافة و السرعة. و بعد ذلك إطلاق تطبيق Running من قبل شركة Nike و الذي يقوم بنفس فكرة عمل المستشعر إلى أنه يعتمد على تقنية GPS في أجهزة Apple. تلا ذلك إعلان شركة Apple عن معالج M7 الذي جاء بدايةً في أجهزة iPhone 5s ليقوم بقياس مؤشرات اللياقة و تقديمها جاهزة للتطبيقات لتحليلها و من ثم عرضها مثل تطبيق Nike Move ، بعد أن كثرت الأجهزة القابلة للإرتداء مثل إسوارة نايكي الشهيرة Nike FuelBand و إسوارة UP. هنا جاء معالج M7 لتعلن الشركة العملاقة عن توليها زمام الأمور في هذا المجال. و تنطلق للخطوة التالية و هي ساعة آبل التي تم طرحها مؤخرا.
و مع كثرة تطبيقات اللياقة و قياس المؤشرات الحيوية، عملت شركة Apple مع مجموعة MAYO CLINIC الطبية لتقديم برنامج “صحتي” . فما هو تطبيق “صحتي“.
التطبيق يأتي بأربعة توبيبات رئيسية هي الهوية الطبية، المصادر، البيانات الصحية، لوحة المعلومات ، وهي ما سنفصل فيها بالآتي :
الهوية الطبية: و تحتوي على البيانات الرئيسية لصاحب الجهاز مثل الإسم و العمر و تاريخ الميلاد و الجنس و الطول و الوزن و فصيلة الدم و معلومات طبية حول إن كان لديه حساسية لأدوية معينة و كذلك حالة الشخص من حيث التبرع بالأعضاء.
هذه المعلومات مهمة للغاية في حالات الطوارئ الطبية فبمجرد وصول الشخص فاقد للوعي لأقسام الطوارئ أو وصول المسعفين له فبإمكانهم معرفة بعض المعلومات الأولية و المهمة جداً في مباشرة الحالة الطبية بحيث لا يعطى دواء لدى الشخص حساسية تجاهه و كذلك في حال أنه متوفى و سبق له التبرع بالأعضاء فيقوم الفريق الطبي بالبدء بإجراءات التحقق ثم نقل الأعضاء لمريض آخر قبل فقد الأعضاء لحيويتها. أيضا يمكن إضافة رقم الهاتف لبعض الأقارب بحيث يمكن الإتصال بهم و تبليغهم.
لذلك يجب الحرص على تعبئة البيانات بشكل كامل و صحيح، أما بالنسبة للعاملين بالمجال الطبي فطريقة الوصول لهذه البيانات في حال العثور على جهاز الآيفون مع الشخص و إن كان مقفل فهي بالدخول لشاشة الطوارئ من شاشة فتح القفل و الضغط على ” هوية طبية* “.
المصادر: و يقصد بها التطبيقات الإضافية التي تعد مصدراً يقوم بتزويد تطبيق “صحتي” ببعض البيانات الإضافية و التي لا يستطيع مستشعر M7 جمعها و الحصول عليها كالمعلومات الغذائية و المؤشرات الحيوية للجسم مثل درجة الحرارة و قياس ضغط الدم و غيرها وبعض البيانات التي تتلقاها تلك التطبيقات من أجهزة اللياقة و المستشعرات الخاصة التي تأتي معها.
هذة التطبيقات متوفرة بكثرة في متجر App Store و كل برنامج يقوم بجمع بيانات مختلفة فهناك برامج تقوم بجمع معلومات خاصة بالنوم و تحليل مدة النوم مثل Sleep Time و Sleep Better و هناك برامج خاصة بجمع بيانات الغذاء و السعرات الحرارية مثل MyFitnessPal و برامج أخرى خاصة بالتحاليل الطبية و هذي غالباً تكون مدعومة من قبل المستشفيات و المختبرات التي تهتم بهذا النوع من التطبيقات بحيث تكون هناك نسخة كاملة من نتائج تحاليلك الطبية يتم الوصول لها رقميا عن طريق تطبيق خاص بالمنشأة الصحية ” علي سبيل المثال عيادات مايو MAYO CLINIC “، و ربما تكون هذة التطبيقات خاصة بأجهزة طبية يمكن توصيلها بجهاز الآيفون للحصول على بعض القياسات الطبية مثل ضغط الدم و نسبة السكر في الدم و نضبات القلب و التنفس و غيرها على تطبيقات الخاصة مثل Withings و iHealth.
البيانات الصحية: في هذا القسم يتم استعراض كافة البيانات الصحية المدخلة سواء يدويا بواسطتك أو أتوماتيكيا عن طريق التطبيقات الموجودة في قسم “المصادر”. عند تثبيت أي من هذة التطبيقات يمكنك من خلال الإعدادات تفعيل التكامل مع تطبيق “صحتي” و تحديد أي من البيانات تحديداً التي تود من التطبيقات تزويد تطبيق “صحتي” بها.
لوحة المعلومات: و هي اللوحة الخاصة بعرض البيانات في أشكال جميلة برسوم بيانية لمدة سنة – شهر – أسبوع – يوم و بشكل عامودي أو أفقي و يستطيع من خلالها الشخص أو الطبيب متابعة تطور المؤشرات خلال فترات زمنية من حيث الارتفاع و الانخفاض.
كانت هذه نظرة سريعة على تطبيق “صحتي” أو “Health” ، وسنكون معكم بإذن الله قريباً في أجزاء قادمة لتوضيح كيفية الاستفادة منه مع استعراض لأبرز الأجهزة التي يتم ربطها فيه .
