آبلأخبارتحليلات

تحليل : المرشح الأمريكي ترمب ، وأمنية جعل آبل تصنع أجهزتها في أمريكا

آبلأخبارتحليلات

donald-trump-is-still-soaring-in-iowa--but-there-are-now-some-clear-warning-signs

أطلق مؤخراً المرشح الرئاسي الأمريكي Donald Trump في خطبة له في أحد الجامعات الأمريكية خلال حملته الترشيحية وعداً أثار الأوساط التقنية ، حيث قال :

سنجعل آبل تبدأ ببناء حواسبها اللعينة وأشيائها في هذه البلاد ، بدلاً من بلدان أخرى .

لمشاهدة المقطع (هنا) . تصريح كهذا عند سماعه للوهلة الأولى قد يبدو مبهجاً لبعض المواطنين في أمريكا ، ولكنه في الواقع يظهر أن ترمب يجهل الكثير حول الاقتصاد في العالم التقني ، ومكان أبناء وطنه في ذلك الاقتصاد الضخم .

ترمب كذلك يجهل محدودية القوة التي سيحصل عليها في حال أصبح رئيساً للدولة للقيام بما قاله . وإن كان يعني ما قاله فهو يجهل عدد الموظفين الأمريكان سواءً في آبل أو غيرها الذين يساهمون في بناء “حواسب آبل وأشيائها” ، ترمب يجهل تكلفة اليد العاملة لهذه الوظائف والتغيير الذي سيطرأ على تكلفة الأجهزة نتيجة لذلك . ترمب يجهل الكثير حينما أطلق تصريحاً كهذا ، فدعوني أسرد أبرز النقاط التي جعلت آبل وشركات أمريكية ضخمة أخرى مثل Dell وHP تتجه للصين لهذه العمليات :

  • الرواتب لهذه الوظائف

أي مرشح رئاسي من المفترض أن يتفاخر أمام الشعب بأن دولته لا تريد أن تعيد هذه الوظائف . التجميع النهائي وظيفة ضعيفة الدخل . ولا يوجد أمريكي سيتمنى أن يعيش مع عائلته بدخل كهذا . الموظفون في مصانع Foxconn دخلهم تقريباً  402$/شهريا ، وذلك بعد قضاء ٣ أشهر تحت التجربة . في الناحية الأخرى ، في أمريكا حتى أقل معدل دخل للساعة وهو 5.15$ لا يصل لذلك الدخل الضعيف!

وللدفع للموظفين في أمريكا للعمل بوظائف كهذه بأقل معدل ممكن من الدخل ، سيكون على آبل أن تدفع 824$/شهريا لكل موظف ، وهو أكثر من ضعف ما يستلمه موظفي Foxconn . وإن أرادت آبل أن تكون تلك المصانع في معقلها في كاليفورنيا فإن ما ستدفعه لموظفي مصانعها شهريا سيكون 1400$ .

دون شك آخر ما تتمناه آبل هي أن تضطر لزيادة أسعار هواتفها ، فقد تحدث تيم كوك (الرئيس التنفيذي للشركة) بذاته عن مدى تأثير مشاكل الاقتصاد العالمية على نمو مبيعات الآيفون خلال الربع الماضي الذي شهد أقل نمو لمبيعات الآيفون منذ إطلاقه ، وفي الربع الحالي تتوقع آبل ولأول مرة خلال ٩ سنوات منذ إطلاق الآيفون أن تنخفض مبيعاته نتيجةً لذلك (التفاصيل) . فلكم أن تتخيلوا انخفاض مبيعات أجهزة آبل لو تم رفع سعرها بسبب تلك التكاليف .. !

  • المهارة المكتسبة من النظام التعليمي

تحدث الرئيس التنفيذي لآبل عن نقطة مهمة في برنامج 60Minutes حول هذا الموضوع :

المقدم : إن لم تكن الرواتب هي المشكلة ، ما هي إذاً؟

تيم كوك : إنها المهارة ..**

المقدم : يملكون مهارات أكثر من الموظفين الأمريكان؟ والألمان؟ ..

تيم كوك : الصين وضعت تركيزاً ضخماً على التصنيع ، على المهارات الحرفيّة . أمريكا مع مرور الوقت توقفت عن الحصول على ذات القدر من تلك المهارات . لو جمعت المتخصصين في أمريكا لكفتهم الغرفة التي نجلس فيها الآن . في الصين ، ستحتاج لعدة ملاعب كرة قدم لتكفيهم .

المقدم : بسبب كونهم يدرسون تلك المهارات في مدارسهم ؟

تيم كوك : بسبب كونها ما ركزوا عليه ، هو تركيز في نظامهم التعليمي . ذلك هو الواقع .

** تجاهل تيم كوك لنقطة الرواتب رغم وجودها ، أعتقد أنها ترجع لمحاولة تحفيز الموظفين اللي يعملون على تجميع أجهزة آبل في الصين . وأراه أسلوباً ذكيا لتحفيزهم بقول أن سبب اختيارهم لتجميع أجهزة آبل هو مهاراتهم ، ولك أن تتخيل الصدى المختلف لو ذكر تيم كوك للعلن أن أحد أهم الأسباب هو أن اليد العاملة أرخص في الصين . ستكون أشبه بالإهانة!

 

  • المصانع وعدد الموظفين

في آخر النتائج المالية لآبل للربع ما بين (أكتوبر – ديسمبر) ، باعت آبل قرابة ٧٦ مليون آيفون :

لا توجد أي منشأة في أمريكا تستطيع أن تفعل ذلك ، وربما لا يوجد في العالم كله سوى في الصين للقيام بشيء كهذا .

قرابة ٨٥٠ ألف آيفون جديد في اليوم .. !!

  • فعليا إذا ، ما هو الحل الوحيد لنقل تلك العمليات لأمريكا؟

الحل هو أن تقوم آبل بتصنيع آلات تصنّع الآلات! وهو أمر قامت به NeXT (الشركة التي أسسها ستيف جوبز في ١٩٨٥ بعد طرده من آبل) :

ولكن ، نكست باعت قرابة ما مجموعه ٥٠ ألف كمبيوتر فقط . بينما آبل خلال الربع الماضي باعت ما معدله ٣٤ ألف آيفون في الساعة .. !!

وفي الوقت ذاته ، لو حدث أمر إعجازي ومعقد كهذا فإن أمريكا لن تستفيد من ناحية توظيف المواطنين كما يأمل ترمب لأن الاعتماد سيكون على الآلات لا البشر ..

 

المصادر المستخدمة : ١/٢/٣

ترمب أثار الأوساط التقنية ، حدث ذلك فعلاً وأثار العديدين خارج هذا الوسط كذلك .. لكن هذه الإثارة تمثلت بالسخرية حوله وكيف أنه لا يعي ما يقوله ، مجدّداً .. ! 🙂

 

أعتذر عن الإطالة ، وأتمنى أن يضيف لكم ما تحدثت عنه شيئاً ..

تحدثنا لكم عبر حسابنا في سنابشات عن الموضوع ، للمشاهدة :

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *