مقالاتآبلأخبار

أحد الأسرار الصغيرة لنجاح آبل التي لا يعرفها الكثيرون

مقالاتآبلأخبار
نجاح آبل
تيم كوك في مصنع Foxconn التايواني والذي يعد أهم مصنع تتعامل معه الشركة لتجميع قطع أجهزتها

ينسب البعض نجاح شركة آبل إلى مؤسسها ومُديرها التنفيذي الراحل ستيف جوبز، فستيف امتلك بالفعل تلك النظرة الخاصّة التي مكّنته من استشراق المُستقبل وإطلاق مُنتجات ثورية غيّرت بعض الأوجه التقنية بشكل كامل.

لكن خلف ستيف يقف جيش كامل من المُبدعين الذين حرصوا أيضًا على الخروج بمنتجات تلعب دورًا هامًا في أسواقها، وهذا الجيش هو المسؤول عن استمرار آبل خلال السنين الطويلة، حتى بعد رحيل ستيف جوبز.

ويرى البعض أن تيم كوك، الرئيس التنفيذي الحالي لآبل، يهتم بالنواحي المادية للشركة ولا يهتم كثيرًا بإطلاق مُنتج ثوري مثلما هو حال سلفه، لكن الكثيرين يجهلون أن تيم شغل منصب حسّاس جدًا في الشركة سمح لها بالوصول إلى ما هي عليه الآن.

تيم عمل لأكثر من عشر سنوات كمسؤول عن قسم الإنتاج وإدارة وحدات التصنيع في الشركة نجح خلالها في إنشاء قسم ليس له مثيل هو العالم من ناحية القوّة والتنظيم. حتى وبعد أن استلم منصب الرئيس التنفيذي لشركة آبل، مايزال تيم على اتصال وثيق مع القائمين على هذا القسم للوقوف على آلية سير العمليات بشكل مُستمر.

السير جوني آيف (مسؤول عمليات التصميم في الشركة)
السير جوني آيف (مسؤول عمليات التصميم في الشركة)

وما يُميّز آبل عن غيرها من الشركات هو تصميم أجهزتها المُميّز الذي يقف خلفه Jony Ive وفريقه العبقري على الغالب، دون تجاهل التصميم الداخلي لمعمارية الجهاز بحيث تضمن آبل الخروج بجهاز سهل الاستخدام ذو تصميم جذّاب.

  • السر:

تتدخل آبل بشكل عام في تفاصيل عملية تصنيع قطع أجهزتها، حيث وبعد تصميم القطعة ومعمارية عملها تُتابع عن كثب آلية تحويل هذه التصاميم إلى مُنتج يُمكن استخدامه داخل أجهزتها الذكية، وهذا ما جعلها تتفوق على مُعظم الشركات في نفس المجال.

إن لم تجد آبل الآلة التي تسمح لها بتصنيع شيء مُحدد فإنها تقوم بتصميم هذه الآلة وإنشائها من العدم، وإن لم تجد أحدًا يتعاون معها فهي تقوم بالعملية لوحدها بالكامل، فبالنسبة لآبل وتيم كوك وفريق التصميم، لا يجب أن يكون هُناك أي قصور عند الرغبة في صناعة تقنية، دارة، شاشة أو حتى زر واحد.

آبل كثّفت جهودها في هذا المجال منذ عام ٢٠١٣، فهي عملت على تطوير رجال آليين Robots للمُساعدة في صناعة أجهزة آيفون وآيباد واستثمرت في هذا المجال أكثر من ١٠.٥ مليار دولار أمريكي. وعندما حاورت شركة Creative Strategies Inc بعض الشركات المُصنّعة والمعامل في الصين أو تايوان أكّدوا أن آبل هي أكثر شركة تهتم بجميع تفاصيل عملية التصنيع على عكس بقية الشركات، فآبل تُرسل التصميم وتختار الآليات التي ستقوم بتحويله إلى مُنتج، في حين أن بقية الشركات تُرسل التصاميم فقط، فاسحة المجال أمام المعمل لاختيار الآلات.

ولو اطلعنا على الرسم البياني أعلاه سنجد أن استثمارات آبل في مجال تطوير الآلات ازدادت مع مرور الوقت، ففي عام ٢٠١٤ على سبيل المثال استثمرت قرابة ١٠ مليارات دولار أمريكي، ليزداد الرقم إلى ١١ مليار في ٢٠١٥، وحوالي ١٢ أو ١٣ مليار دولار أمريكي (تقديرية) في عام ٢٠١٦ الجاري.

في مُعظم الشركات العالمية يقوم فريق التصميم بالإطلاع أولًا  على الآلات المتوفرة في المعامل والشركات المُزوّدة ليقوموا فيما بعد بتطوير الأجهزة بناءً على ذلك. في آبل الموضوع مُغاير تمامًا، أولًا  يتم التركيز على تصميم جهاز بمواصفات عتادية تضمن أداء عالي جدًا، ثم تصميم خارجي جذّاب، بعدها تبدأ عملية اختيار الآلات وإنشاء الجديد منها إن لم تخدم المتوفرة طموحات وتطلّعات آبل.

المصدر

 

أحد الأمثلة التي لم يتطرق لها المقال، عن تلك الأجهزة التي تصنعها آبل هو Liam. وهو الجهاز الوحيد الذي كشفت عنه أمام العلن كما يبدو. ليام يقوم بفك قطع أجهزة آبل من أجل إعادة تدويرها كما يشاهد في الفيديو أعلاه وهو الذي نشرته آبل في مارس الماضي عندما كشفت عن الجهاز في مؤتمرها.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *