مقابلاتآبلأخبار

مُلخّص مُقابلة الرئيس التنفيدي لشركة آبل تيم كوك مع صحيفة واشنطن بوست

مقابلاتآبلأخبار

imrs.php

أجرى تيم كوك، الرئيس التنفيدي الحالي لشركة آبل، مُقابلة مُطوّلة مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية Washington Post تحدّث فيها عن الكثير من الأمور المُتعلّقة بشركة آبل وخلافته للمؤسس والرئيس التنفيذي الراحل ستيف جوبز الذي اختاره ليحل مكانه لحاجته للتفرغ للعلاج من سرطان البنكرياس.

تناول تيم خلال حديثه العديد من النُقاط مثل هواتف آيفون، وعلاقته بالمُستثمرين في الشركة، بالإضافة إلى مواقف آبل الصريحة فيما يتعلق بالقضايا العامّة، والسياسة التي تتبعها عند الوقوع في خطأ ما. كما تحدّث أيضًا عن الشخص الذي سيخلفه في إدارة الشركة ورفع مُستوى نظام الذكاء الصنعي في جميع مُنتجات آبل.

  • سوق هواتف آيفون

يعتقد تيم أن آبل محظوظة جدًا كون هواتف آيفون تُساهم في ثُلثي عوائد الشركة تقريبًا ولا يرى في ذلك أي ضرر على الرغم من أن مُستوى مبيعات الهواتف الذكية مُستقر في الفترة الأخيرة.

وقال تيم كوك للصحيفة أن سوق الهواتف الذكية وصل إلى 1.4 مليار وحدة، ومع مرور الوقت سوف يحصل كل شخص على هاتفه الذكي. صحيح أن هذا قد يتطلب القليل من الوقت، ولن يحصل الجميع على هواتف آيفون، لكن ذلك يدل على عظمة هذا السوق بشكل أو بآخر.

وأضاف تيم أن الذكاء الصنعي AI سوف يتطوّر مع مرور الوقت ويرفع من جودة هذه الهواتف، وبالتالي سوف يزداد ارتباط المُستخدم بهاتفه الذي يُساعده الآن في إتمام الكثير من المهام اليومية.

واختتم تيم حديثه عن آيفون حيث قال إن أداء الهواتف سوف يرتفع بنسبة كبيرة، وهو ما يجعلها أجهزة غير قابلة للاستبدال على المدى القريب.

تظهر بالأزرق حصة الآيفون مقارنةً بمجموع عوائد آبل
تظهر بالأزرق حصة الآيفون مقارنةً بمجموع عوائد آبل
  • خلافة ستيف جوبز

قال تيم أن ستيف جوبز بالنسبة له شخص غير قابل للاستبدال لأنه فريد من نوعه. وأضاف أنه وافق على استلام منصب الرئيس التنفيدي وخلافة ستيف لأنه اعتقد أن ستيف سيبقى ضمن أعضاء مجلس الإدارة وسيلجأ إليه في أي وقت كناصح.

واختتم حديثه قائلًا إن وفاة ستيف بعد ستة أسابيع فقط أصابته بنوع من الصدمة وشعر بالوحدة قليلًا لأنه اعتاد على وجود ستيف بشكل دائم في آبل على الرغم من مرضه في الفترة الأخيرة.

  • حول إرضاء المُستثمرين

لم يُبدي تيم انزعاجًا من تحليلات السوق التي تصدر والتي قالت أن أفضل آيام آبل في مبيعات آيفون قد أصبحت من الماضي، حيث اعتبر أن هذا النوع من التحليلات المليء بالتشكيك دائمًا ما يصدر بحق الشركة.

وصرّح تيم كوك قائلًا  أن المُحللين عام 2007 وصفوا آيفون بالهاتف الغبي، ثم قالوا في عام 2010 أن آبل وصلت إلى نهايتها وكرروا نفس التحليلات عام 2011.

وأضاف أنه عندما بلغت عائدات الشركة 60 مليار دولار، قالوا أنه لا مجال للشركة بالنمو أكبر، والغريب أن عائدات العام الماضي – 2015 – بلغت 230 مليار دولار أمريكي، صحيح أن الشركة في العام الحالي تُعاني من تراجع طفيف، لكن هذا الأمر طبيعي جدًا ولا يُمكن النمو بنفس النسبة في كل عام.

وأكّد الرئيس التنفيذي الحالي لشركة آبل أنه يحرص على توطيد علاقته مع جميع المُستثمرين، لكنه أبرز أهمية الاستثمار في آبل على المدى البعيد وليس على المدى القريب فقط، لأن الاستثمارات قصيرة المدى تُفقد أصحابها الصبر.

وفي هذا الصدد قال إن المُستثمرين في آبل يُركّزون على النتائح البعيدة لأن عوائد المُساهمين في شركة آبل خلال الأعوام الخمسة الماضية على سبيل المثال تجاوزت نسبة 100%، وهو رقم كبير جدًا، ولهذا السبب يعتقد أن المُستثمرين الذين قضوا وقتًا أطول يشعرون بسعادة أكبر.

  • مواقف آبل الصريحة

وحول مواقف الشركات من القضايا الاجتماعية والعامة قال تيم إنه يحترم مواقف الشركات التي قررت الصمت حول بعض القضايا لكنه أكّد أن آبل في مهمة لتغيير العالم نحو الأفضل من خلال مُنتجاتها، وبالتالي لا يُمكن لرئيسها التنفيذي أن يقف مكتوف الأيدي عندما تكون هناك قضايا اجتماعية هامّة جدًا.

أما على الصعيد الشخصي فأكد أن سياسة شركة آبل ومُشاركتها في القضايا العامة مُماثلة تمامًا لتوجّهاته وسياسته الشخصية، حيث يُفضّل أن يكشف عن قضاياه الشخصية بشفافية دون خوف أو تردد بعد استشارة المُقربين منه الذين لا يُريدون سوى الأفضل له.

  • لمن يلجأ لطلب النصائح

توقع تيم أن يلجأ إلى ستيف جوبز لطلب النصائح لكنه تفاجئ بوفاة ستيف بعد فترة قليلة فقط، وبالتالي يحرص على استشارة بعض الأشخاص عندما تكون هناك قرارت مصيرية قد تؤثر على مُستقبل الشركة.

وقال تيم كوك أن رجل الأعمال Warren Buffett وهو الذي يعد أحد أنجح المستثمرين في العالم هو خياره الأول عندما يتعلق الأمر في الأمور المالية لأنه يثق بخبرته وابتعاده عن الانحياز، في حين أنه لجأ إلى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون قبل تحقيقات قضية الضرائب عام 2013.

يُشار إلى أن Warren Buffett أحد أهم رجال الأعمال في العالم حيث تبلغ ثروته 66 مليار دولار أمريكي تقريبًا، وحصل على لقب أغنى رجل في العالم أعوام 1995، و2008-2009.

  • خلاف آبل الشهير مع مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI

بعد وصول طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI لفتح جهاز آيفون الخاص بالإرهابي اجتمع تيم مع فريق من المُهندسين برئاسة Craig Federighi، نائب رئيس قسم هندسة البرمجيات في الشركة، ليقرروا فيما إذا كان باستطاعتهم فك قفل جهاز آيفون.

وبعد الاجتماع بأيام أقر الفريق بالفعل أنهم قادرون على إنشاء أداة لفك تشفير الهاتف واستخراج البيانات منه لكن هذا بدوره فتح باب التساؤلات حول خطر توفير هذه الأداة وتهديدها لملايين المُستخدمين في حالة خروجها للعموم بشكل أو بآخر.

وقال تيم إن القضية أصبحت للأسف ضد آبل لأن الشركة انحصرت ما بين توفير أداة لفك قفل جهاز واحد وتهديد ملايين المُستخدمين، أو رفض الطلب وحماية خصوصية مُستخدميها. لكنه أكّد أن القرار كان واضحًا منذ البداية على الرغم من تعقيده فحماية خصوصية مئات الملايين من المُستخدمين أهم بكثير من جهاز واحد قد يكون فارغًا ولا يحوي على أية معلومات من الأساس.

  • التعامل مع الأخطاء

لم تكن خرائط آبل ذلك المُنتج الذي تفخر به الشركة عند إطلاقها لأول مرّة بل كانت خطأً كبيراً، لكن الأمر لم يعد كذلك في يومنا الحالي. تيم كوك أكّد أن الشركة صريحة مع نفسها لأبعد الحدود مما يجعل الاعتراف بالأخطاء أمر هام جدًا بالنسبة للجميع على حد سواء، وهو أمر يتطلب الكثير من الشجاعة.

وأضاف تيم أن الشركات الكبيرة التي ترغب بالتعلّم والنمو تحتاج إلى الإقرار أولًا بجميع أخطائها والتعلّم منها لتفاديها فيما بعد.

ولم تكن خرائط آبل Apple Maps الخطأ الوحيد في الشركة، فتعيين John Browett مكان Ron Johnson لإدارة متاجر الشركة كان من الأمور التي أُثيرت حولها الكثير من الأحاديث.

وفي هذا الصدد قال تيم إن الشركة أخفقت بالفعل في هذه النقطة ليس لأن John سيئًا، بل لأنه لم يتأقلم بشكل جيد مع ثقافة الشركة، ولهذا السبب تم الاجتماع معه والحديث بشكل ودّي لتصحيح الخطأ بسرعة، فالأهم هو المُضي نحو الأمام بشكل دائم.

  • تحديد الرئيس التنفيذي القادم

يروي تيم تفاصيل جديدة في آلية اختيار الرئيس التنفيدي القادم للشركة حيث يقول إن هذه النقطة يتم الحديث بها في نهاية كل اجتماع مع أعضاء مجلس الإدارة. وأضاف أن مهمته كرئيس تنفيدي تتضمن البحث عن رئيس تنفيدي جديد قادر على خلافته في حالة حدوث أي أمر طارئ.

واختتم تيم هذه النقطة بقوله إنه سعيد جدًا بالعمل مع كوكبة من أفضل المُهندسين في العالم، وأكّد أنه واثق من تحديد شخص من داخل الشركة قادر على كسب ثقة مجلس الإدارة بكل سهولة.

  • الذكاء الاصطناعي AI

في المُقابلة طُرح سؤال على تيم كوك حول استراتيجية آبل للحاق بركب الشركات مثل فيسبوك وجوجل في مجال الذكاء الصنعي لتكون إجابته أن آبل ليست خلف تلك الشركات للحاق بركبهم، وأنها تمتلك سيري.

وقال تيم إن سيري موجودة منذ عام 2011 وقدرتها على توقع الكلمات والأحاديث بالإضافة إلى اختيارات المُستخدم تطوّرت كثيرًا مع مرور الوقت، كما أن فتحها للتواصل مع التطبيقات في نظام آي أو إس 10 يعني توسيع رقعة قدراتها أيضًا.

واسترسل تيم في الحديث عن خصائص سيري حيث قال إنه وعند كتابة رسالة بريدية على سبيل المثال فإن توقعات الكلمة أو العبارة التالية أصحبت أكثر ذكاءً ومنطقية، وهذا كله بفضل سيري. كما أن خاصيّة التعرّف على الوجوه داخل الصور تطوّرت في ألبوم الصور، وهي ميّزة تُعرف داخليًا باسم الذكريات.

أما فيما يخص حماية خصوصية المُستخدمين في مجال الذكاء الصنعي فقال تيم إنه لا قلق على هذه النقطة بفضل المُهندسين البارعين خلف هذه التقنية في آبل، فباستخدام الخصوصية التفاضلية Differential Privacy يُمكن الحفاظ على سريّة البيانات وعدم كشف هوية المُستخدم للآلة.

يُشار إلى أن الخصوصية التفاضيلة هي استراتيجية تقنية يتم من خلالها إضافة بيانات عشوائية إلى البيانات الأصلية المُرسلة للخودام، وبالتالي عند مُعالجة تلك البيانات لن تكون الخوادم قادرة على تحليل جميع البيانات والوصول إلى هويّة المُستخدم صاحب البيانات لأن كمية البيانات الكبيرة تتطلب جلب الإجابة في أسرع وقت مُمكن وإهمال الكثير من الجُزئيات الأُخرى.

  • مشروع سيارة آبل السرّي

وحول سيّارة آبل الذكية اكتفى تيم بالقول ” إن الناس بشكل عام يُحبّون المفاجآت، لكننا لم نعد نمتلكها “.

كان هذا ملخص اللقاء الجميل مع تيم كوك نقلاً عن Recode. إذا كنت قد وصلت للنهاية ولا زال لديك حماس للقراءة عن الرئيس التنفيذي لآبل فننصحك بالتوجه لقراءة هذه المقابلة التي أجراها تيم كوك بعد مضي عام على قيادته لآبل:

السنة الأولى لتيم كوك: الرئيس التنفيذي يتحدّث أخيرًا!

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *