مقابلاتأخبار

تيم كوك يتحدث حول مبادئ آبل، والدراسة الجامعية، وستيف جوبز، وأكثر

مقابلاتأخبار

تيم كوك (يمينًا) خلال اللقاء

تواجد تيم كوك Tim Cook الرئيس التنفيذي لآبل في جلسة خلال فعاليات Utah Tech Tour في مدينة سولت ليك Salt Lake في ولاية يوتاه الأمريكية. أديرت الجلسة بأسلوب السؤال والجواب من قبل الحضور، حيث أتيحت الفرصة للجمهور لطرح الأسئلة  قبل 4 أيام من إقامتها عن طريق الإنترنت ليتم اختيار الأفضل منها لسؤالها. الأسئلة تمحورت حول الدراسة الجامعية، وريادة الأعمال، ومستقبل الواقعين الافتراضي والمعزز، والتشفير، وستيف جوبز، وأكثر.

بدأ كوك بترحيبه بالجميع، معبرًا عن حبه لمدينة سولت ليك وتأكيده على أنه قد زار معظم الحدائق الوطنية فيها. ذكر بعدها بأنه قد زار يومها أحد متاجر الشركة في المدينة والتقى بموظفي المتجر واستمتع بالحماس الموجود لديهم، معتقدًا بأن ذلك الحماس يمثّل المجتمع التقني في ولاية Utah بأسرها، إذ يتواجد أكثر من 50 ألف مطوّرًا مسجّلًا لنظام iOS فيها. التقى تيم ببعض أولئك المطورين قبل ظهوره على المسرح من ضمنهم أطفال من مدرسة ابتدائية تتعاون معها آبل وتقدم لطلابها ومعلميها أجهزة Mac وiPad مجانية للمساهمة بتطوير التعليم، مؤكدًا كما ذكر في مؤتمر المطورين الماضي حينما كُشِفَ عن التطبيق التعليمي Swift Playground على إيمان آبل بضرورة إضافة البرمجة كلغة أساسية في المناهج التعليمية.

إليكم أسئلة الحضور ورد كوك عليها:

  • عمَّ تبحث آبل في موظفيها الجدد؟

ذكر كوك أن آبل “تبحث عن أشخاص يملكون الذكاء المزعج، العزيمة، أشخاص يملؤهم الفضول؛ لأن الإنسان في الكثير من اللحظات لا يعرف ماذا يفعل ولكنه يبدأ بسحب الخيط ليرى أين يأخذه. تبحث آبل عن أشخاص متعاونين جدًا، أناس لا يقبلون بالوضع الراهن ويرغبون فعلًا أن يغيّروا العالم.”

  • كيف أصبحت الرئيس التنفيذي لآبل؟

وصف كوك رحلته لذلك المنصب بأنها مثيرة للاهتمام. لطالما آمن كوك بمقولة Abraham Lincoln الرئيس الراحل للولايات المتحدة “سأستعد، ويومًا ما ستأتيني الفرصة.” ومن يملك الإيمان، فسيحصل له شيء عظيم. لم يحلم كوك يومًا بأن يكون الرئيس التنفيذي لآبل، ولكنه حصل على مكالمة العمر في مطلع 1998 من قبل ستيف جوبز. وبعد مضي 5 دقائق من المكالمة رمى كوك بالمخاطر عرض الحائط لأجل الانضمام لآبل، ذلك كان أفضل قرار اتخذه كوك في حياته. نصيحة كوك تمثلت ختامًا بالدراسة بجديّة، والقيام بعمل عظيم، والتحلي بالإيمان بأن هذه الجهود ستقودك لرحلة عظيمة.

  • السؤال جاء من مستخدم قديم لأجهزة الماك قائلاً أنه منذ 15 عام غيرت أجهزة iMac مع تطبيق iPhoto التصوير لعائلتهم. لذلك يسأل الرجل عن ماهيّة مستقبل التصوير والاستمتاع بالذكريات؟ وإلى أي درجة قريب منا هو المستقبل حولها؟

رأى كوك أن المستقبل نوعًا ما هو الآن فيما يتعلق بالتصوير. وقال أن آبل تؤمن بأهمية التصوير في حياتنا والمستقبل، لذلك تعيّن الشركة أعدادًا كبيرة من المهندسين للعمل على ذلك. وذكر أن تركيز آبل ليس على مواصفات الكاميرا فحسب، بل على التكامل بين العتاد والنظام لينتج عن ذلك صور لا تصدّق. فعلى سبيل المثال، أجهزة iPhone 7 يمكنها التقاط صور رائعة في الإضاءة المنخفضة، وبجانب ذلك تأتي إمكانية التقريب البصري. يرى كوك بأنه أمر مبهر أن تملك في جيبك كاميرا تتفوق على الكاميرا الرقمية التي امتلكتها قبل قرابة العامين، تلك الكاميرا التي كان يدّعى بأنها للمحترفين، وكانك تكلف آلاف الدولارات لإنتاج صور من ذلك النوع. وذكر أن ذلك بأسره جزء من الأمر وليس جلّه، حيث قدمت آبل مؤخرًا خاصيةً جديدة تدعى الذكريات Memories وهي موجودة في تطبيق الصور مع نظام iOS 10، الخاصية تقوم بتنظيم الصور لديك وبناء ذكريات منها مع إضافة بعض الموسيقى لها لصنع فلم قصير يثيرك عند مشاهدته. صنع أمر كهذا كان مسبقًا يتطلب من الشخص جهودًا خاصة، ولكن الآن صنع أفلام قصيرة من ذكريات مميزة أصبح أمرًا تلقائي يقوم به لنا النظام من خلال الذكاء الاصطناعي.

  • سبل تشفير المعلومات  الحالية مثل SLR تقوم على عدد صغير من المشاكل الرياضية الصعب جدا حلها. عندما يتم التمكن من حلها ستكون الطرق الحالية عديمة للفائدة، فما هي الخطوة القادمة لحماية الخصوصية في التواصل الرقمي؟ وهل يمكننا امتلاك توقعات منطقيًة حول ذلك من قبلكم؟

“يمكنك توقع امتلاك خصوصيتك لطالما كنت عميلًا لآبل”، ذلك ما بدأ فيه كوك. اتفق بعدها كوك مع أن المسائل الرياضية مهما كانت معقدة فسيمكن حلها، لذلك تقوم آبل بعدة أمور من ضمنها جعل المسائل أطول لتكون أكثر تعقيدًا بمليارات المرات. من ناحية أخرى تقوم آبل كذلك مثل بقية الشركات بإيجاد طرق جديدة لجعل الناس في أمان أكثر. عبّر كوك بعدها عن التشفير بأنه أحد أكبر المشاكل التي يواجهونها، فسرقات البطاقات الائتمانية، والصور، والبريد الالكتروني وغيرها. جميعها تعد مشاكل جديّة كبيرة عانى منها مئات الملايين، البعض يحاول تصوير التشفير بأنه أمر سيء ولكنه فعليا أمر عظيم وآبل تعمل كل ما بوسعها للوقوف مع ذلك مثلما أظهرت هذا العام في إشارة منه لحرب آبل ضد الـ FBI في قضية إرهابي سان برناردينو.

  • ما هي أهم مادة دراسية أخذتها طوال مسيرتك التعليمية؟

بدأ كوك إجابته باختيار الرياضيات عمومًا لأنه بدونها لن يكون مهندسًا وقال أن الأهمية تختلف لتلك المواد حسب المرحلة التعليمية التي كان فيها، فبعد الرياضيات تأتي مادة كان يدرسها عن الأخلاقيات. ختم تيم كوك إجابته باختيار الفن والموسيقى، وقال: “ذلك يعود لكون آبل تؤمن بشدة أن أهم الأمور في الحياة تقع في التقاطع بين الفنون الحرة والتقنية، يمكن القيام بأمور عميقة في ذلك التقاطع تثري حياة الناس، لذلك على الأقل بالنسبة لي كان مهما أن أملك نظرةً أوسع عن تلك الفنون.”

  • هل يمكن الحصول على نصحية لرواد الأعمال؟ في حالة تقديم منتج أو خدمة جديدة، هل الأفضل أن تكون الأول في السوق؟ أو بالمقابل أن تنتظر وتقيّم السوق؟

يعتقد كوك أنه من المهم النظر لثلاثة عوامل:

  1. أن تكون الأفضل
  2. أن تكون الأول
  3. أن تصنع الأكثر

بالنسبة لآبل، أكد كوك كون أن تكون الأفضل هو الأمر الأهم ويتفوق على العاملين الآخرين بفرق كبير. ترى شركات أخرى أن تكون الأول هو الأمر الأهم، لذلك يعتقد كوك بأن الأمر المفتاحي هو أن يقرر الشخص ذاته أين تقع نجمته الشمالية (مساره).

ذكر كوك مشغلات MP3 كمثال في حديثه، كون آبل لم تكن الأولى لتقديم جهاز كهذا ولكنها بعد ذلك قدمت iPod وهو الذي كان أول مشغّل عصري. مثّل كوك كذلك بالهواتف الذكية، كون آبل لم تكن أول شركة تقدم هاتف ذكي، ولكن iPhone كان أول هاتف ذكي عصري، والأمر ذاته ينطبق على الأجهزة اللوحية إذ قدمت Microsoft أجهزة لوحية قبل سنوات عديدة ولكن لم يستخدمها أحد لأنها لم تكن جيدة في إشارة منه لأجهزة iPad. لذلك بالعودة للنجمة الشمالية، آبل تراها تتمثل بصنع أفضل المنتجات التي تثري حياة البشرية، وإن لم يكن كذلك فستتجاوز آبل الفكرة. طبقًا لكوك، آبل لا تمانع أن تكون ثاني، أو خامس شركة لتقديم منتج ما لطالما كان هو الأفضل. توجد حالات نادرة يمكن فيها أن تجمع العوامل الثلاثة، حيث تكون الأفضل، والأول، وأن تصنع أكثر. لكن عليك أن لا تقيس نجاحك أو فشلك على حالة كهذه. النصيحة التي ختم بها كوك رده، هي أن تقوم باختيار أحد تلك العوامل ومن ثم المضي قدمًا.

  • إلى أي مدى تعتقد بأننا قريبين من مشاهدة الواقع الافتراضي Virtual Reality والواقع المعزز Augmented Reality في حياتنا اليومية مدموجين بشكل أكبر؟ بشكل محدد أكثر في أنظمة الأجهزة المتنقلة، وكيف سيغير ذلك من تفاعلنا مع بقية الناس والمشاريع التجارية؟

رد كوك بوجود سؤالين في السؤال السابق، بادئًا جوابه بأننا سنراها في الأنظمة أولًا لأنه أمر متطلب لتمهيد وجود تبنٌٍ كبير لها. ويعتقد كوك أن ذلك سيحدث في المستقبل القريب. وقال:

“أما إذا أردت كل من في القاعة أن يستخدم تجربة واقع معزز AR، فيجب أن يكون ذلك أمرًا مقبولًا من قبل الجميع ليقوم به. لبس نظارة تبعدك عن العالم من حولك في مثل تجارب الواقع الافتراضي VR ليس أمرًا مقبولًا سوى من القليلين؛ لأننا بطبيعتنا اجتماعيون وحتى الانطوائيون منا لن يحبوا ذلك.” يرى كوك لذلك أن الواقع المعزز AR حظوظه مضاعفة في أن يصل لعامة الناس. الدول المتحضرة ومن ثم سيتبعها بقية العالم، ستملك تجارب واقع معزز AR لسكانها بشكل يومي وستكون أمرًا طبيعي كوجباتنا اليومية. يعتقد كوك أن الواقع الافتراضي VR لن يقارن بالواقع المعزز AR، ولا يلغي بحديثه أنه لا يؤمن أن الواقع الافتراضي VR سيكون أمرًا مهما بل أكد على حماسته للدور الذي ستأخذه في التعليم، وأضاف بأنه يعتقد بأنها ستكون مثيرةً من ناحية الألعاب. ولكنه مجددًا ذكر أنه لا يستطيع تصور كل من في القاعة منعزلين عن بعضهم البعض في داخل نظارات واقع افتراضي VR حين حضورهم لقاء كهذا، ولكن يمكنه تصوّر كل من في القاعة يعيش تجربة واقع معزز AR عندما تصل التقنية لمرحلة متقدمة، ولكن ليس اليوم. كم سيأخذ ذلك من الوقت؟ الواقع المعزز AR سيأخذ بعض الوقت لوجود تحديات تقنية عديدة في ذلك، ولكن سيتم اجتيازها وستصبح أمرًا كبيرًا نتساءل من بعده كيف كنا نعيش بدونه، كما هو حال تعجبنا عن كيف كنا نعيش بدون هواتفنا اليوم.”

  • في آبل، كيف تقومون بإبقاء روح ستيف جوبز وتجعلون ذلك محفزًا لكم كونكم تعرفونه أكثر من أي أحد آخر؟

بدأ كوك رده بقوله “أنا أحب ستيف.” ومن ثم استطرد في حديثه قائلًا: “أتصور أن روح ستيف ستبقى دائمًا هي الحمض النووي DNA لهذه الشركة. يجسّد ستيف من نكون، كانت رؤيته أن نصنع أفضل المنتجات، وكانت رؤيته أن تثري تلك المنتجات حياة الناس. ستتغير العديد من الأشياء بعيدًا عنه، ولكن ذلك لن يتغير أبدًا. توجد الكثير من الضوضاء في العالم كل يوم، وتختلف رغبات الناس فيما يودون أن يفعلوا ولكننا نركز هدفنا على ذلك. نظرة ستيف جوبز تجعل اتخاذ الكثير من القرارات أمرًا سهلًا، إذ يصبح من السهل أن تقول “لا، لن نقوم بفعل ذلك. إنه ليس الأفضل، ولن يثري حياة الناس. أو إنه منتج رائع ولكن لن يستفيد منه أحد.” الشعور الذي امتلكه ستيف جوبز في عدم قبول الوضع الراهن. الشعور أن الشيء الجيد ليس جيّدًا بما فيه الكفاية، إنما يجب أن يكون الأمر رائعًا، رائعًا بشكل جنوني. تلك الروح لا زالت باقيةً بيننا. أبقينا على مكتبه بكامل أغراضه في مقر الشركة، وأعتقد أن ذلك أمر مهم؛ لأنني فعلًا أريد أن يبقى إرثه مع آبل حتى بعد 1000 عام. ليس لكي تكون آبل مقيّدةً بذلك، حيث أننا لا نفكر ما الذي كان سيفعله جوبز، ولكننا مرتبطون جدًا بنظرته لصنع أفضل المنتجات التي تثري حياة الناس، ذلك لن يتغير.”

اختتم كوك اللقاء بذكره لمدى تقديره لما يقدمه عضو مجلس الشيوخ السيناتور أورين هاتش Orrin Hatch، سواءً لولاية يوتاه أو للعالم أجمع بسبب جهوده الكبيرة حول الضرائب والتشفير.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *