هل نتوقع وكلاء افتراضيين على تطبيقات السفر قريبًا؟

تخيّل أنك على موعد مع رجل آليّ داخل تطبيق السفر الذي تستخدمه! لم تعد هذه التكنولوجيا مقتصرة على أفلام الخيال العلميّ من الآن فصاعدًا؛ بل باتت على بُعد محاولات إضافيّة قليلة لتغدو متاحة بالقدر والجودة الذين يجعلانها تخدم أكبر شريحة من المسافرين المستقبليين، إنها بلا شكّ إحدى التحديات الكبرى أمام مطوري محركات البحث والتطبيقات في قطاع السفر.

عن فكرة قيام الروبوتات بمهام وكلاء سفر افتراضيين حدثنا تيان نجويان، كبير الخبراء الفنيين في موقع وتطبيق Wego للسفر، والذي بدوره أكّد أن هذه الميزة قيد الإنشاء والتطوير، كما أطلعنا على بعض التأملات التي تساعد في ملاءمة التوقعات وربما في الإجابة عن السؤال: متى نتوقع محادثة الجهاز أو برمجة وكيلنا الصوتي لمحادثة وكيل افتراضي آخر والحصول على خدمة دقيقة قد تتفوق على جودة خدمة البشريين!؟

غريزة المحادثة: بين التقنية والجماهيريّة

تيان، الذي يمضي وقتا مطوّلًا في البحث عن صفقات الحجز الأفضل لوالدته في كل مرة ترغب فيها بالسفر، يأمل أن يخبره مساعد سفر افتراضي بأنه قام بعمل أفضل بكثير مما يقوم به بنفسه، ويقول إن خدمات واسعة ستكون متاحة عندما ينجح المبرمجون بدمج برنامج Chatbot ومعالجة اللغة الطبيعية بتقنيّة التعلم الآليّ بالشكل المطلوب، فتبسيط عملية حجز السفر لأشخاص مثل والدته من خلال بعض المحادثات البسيطة مع وكيل افتراضي سيحظى بجماهيرية واسعة وسيخدم شريحة واسعة وغير مستغلّة من المسافرين. وأضاف:

” في Wego نجحنا من بناء منصة بحث سلسة تمكن المستخدمين من اِيجاد خيار الطيران الأفضل أو مكان المبيت المطلوب بسرعة فائقة، إلا أنني لا زلت بحاجة للقيام بذلك بدلا من والدتي التي لا تملك خبرة مسبقة بالتسوق الإلكترونيّ، الأمر الذي يجعلني أنفق مالًا إضافيًا أحيانًا لأنني قد أستعين بوكيل سفر محلّي”.

إتمام مختلف الصفقات الشرائية الالكترونيّة بواسطة الهاتف المحمول في تزايد مستمر، فبعد أن احتلت مواقع الويب مشهد التسوق لسنوات عديدة، بات الاعتماد في تراجع مستمر لصالح الهواتف الذكية بشكل خاص.
ويؤكد تيان ذلك قائلا بأن:

“بين مختلف الأجهزة وواجهات الاستخدام المتاحة في سوق السفر، تتربع الهواتف الذكية على سلم الأولويّة بالنسبة لنا كمبرمجين وذلك استنادًا إلى الإقبال المتزايد على استخدامها من قبل المسافرين من هنا فإن الإلمام بكيفية تفاعل البشر مع الجوال يعدّ العامل الرئيس الذي تترتب عليه هذه التكنولوجيا بشكل خاص”.

منصة المحادثة: المزايا الرئيسيّة

لنلق نظرة على الميزات الخمس الرئيسيّة لجعل تكنولوجيا المحادثة سلسة وعمليّة:

تحليل وفهم اللغة

يعتمد المطورون تكنولوجيا الذكاء الصناعي في تدريب الجهاز بهدف تمكينه من فهم وتحليل أنماط مختلفة من المحادثة وتحديدا “فهم” جمل مركبة، كأن يحلل: “أريد أن أسافر إلى مسقط رأسي في نهاية الأسبوع القادم على متن الخطوط السعودية”، ويتقدم إلى خطوات البحث والحجز المترتبة على ذلك.

تعدد واجهات الاستخدام

توفير الواجهات الصوتيّة والنصيّة المتعددة ميزة تساعد المطورين في فهم طبيعة المحادثة الأقرب إلى الواقع، وبالتالي تساعد بإنشاء قنوات محادثة افتراضيّة مرنة وذكيّة تحاكي الواقع إلى حد بعيد.

خدمة خلفية ناجعة

خدمة خلفية سريعة ومستقرة تجعل من وكيل السفر الافتراضي أكثر استجابة وبالتالي تمنح جمهور المسافرين تجربة استخدام أفضل.

تصميم شخصي للمحادثة

إضفاء الطابع الشخصي على واجهة المحادثة يسهم في تقديم تجربة استخدام أفضل مع انطباع بأن الخدمات المتوفر مُصمّمة خصيصّا لاحتياجاتهم وتوقعاتهم وبالتالي يزيد من الإقبال على اتباع هذه التكنولوجيا والارتياح بالتعاطي معها وحتى الوثوق بها.

التطوير المستمر

محادثات محسنة ومطورة هي بالضرورة محادثات سلسة تتم من خلال واجهة استخدام بسيطة وتوفر حوارًا واضحًا ومريحًا.

الأبعاد الايجابيّة المترتبة عن جعل هذه المزايا في متناول اليد داخل واجهة واحدة تتطلب جهودًا على نطاق أوسع وتعاون قد بدأ عمليًا بين أسماء كبيرة توفر كُلًا منها تقنية على درب اخراج منتج كهذا الى الأسواق.

من المرجّح أن يخدم توظيف الروبوتات شريحة أوسع من المسافرين المستقبليين؛ سيّما أن محادثة الباحثين عن منتجات السفر قد تصبح الحل الأمثل لعموم المسافرين ولكبار السن لحجز مستقل أقل عناء وأكثر دقة وأكبر توفيرًا.

ويبقى التساؤل المطروح: هل سنشهد هذه التكنولوجيا في السنوات القليلة المقبلة؟ أم أن ذلك سيتطلب وقتّا أطول مما قد نظن؟ وبينما يتم ذلك؛ ترى أي التطبيقات على آبل تتوقع أن توفر مزايا كهذه؟!