آيفونآبل

تقرير مفصل عن تقنية آبل الجديدة: Touch ID

آيفونآبل

تقنية مسح البصمة موجودة منذ سنوات على الأجهزة الإلكترونية، أو تحديدا الكمبيوترات المحمولة، فمثلا جهاز Thinkpad T42 من شركة IBM الذي نزل في الأسواق عام ٢٠٠٤ ، كان يحتوي على حساس للبصمة يمكن من خلاله تسجيل الدخول إلى الويندوز.
لذا بالطبع شركة آبل لم تقم باختراع هذه التقنية ، ولم تكن الأولى في تضمينها بالأجهزة الإلكترونية، فلما الضجة الكبيرة التي حدثت عندما أعلنت آبل عن تقنية البصمة الجديدة “Touch ID” في الآيفون 5s ؟
وما الفرق بينها وبين حساسات البصمة الموجودة في المطارات وعلى الحدود وفي جهاز IBM الذي نزل من ما يقارب ١٠ سنين ؟
في هذا المقال ستجدون التفاصيل التقنية خلف الـ Touch ID  في الآيفون الجديد ، وسأجيب عن بعض التساؤلات التي تدور حولها.

بداية : لماذا آبل وضعت التقنية هذه في الآيفون ؟

 

في الفيديو الدعائي الجديد للآيفون 5s ، يقول جوناثان آيف (نائب مدير التصميم في شركة آبل) جملة لفتت انتباهي، فهي تلخص سياسة آبل في تطوير منتجاتها على مدى الأعوام ، ونرى فيها بوضوح تام سبب وضع آبل لأي تقنية في أي منتج من منتجاتها، الذي قاله السيد آيف:
“الهدف ليس وضع تقنيات بشكل غزير في المنتج لأجل التقنية فقط، إنما كل عنصر في المنتج وكل عملية نقوم بها لصنعه، تم قياسها ودراستها بشكل دقيق للتأكد من كونها مفيدة بالفعل وستقوم بالفعل بإثراء تجربة المستخدم لهذا المنتج”

هذه الجملة تجيب على كثير من الأسئلة، لماذا آبل لا تقوم بوضع هذه التقنية أو تلك  ؟  لماذا الآيفون يستمر  بالنجاح على الرغم من وجود هواتف ذكية من شركات أخرى بمواصفات “هاردوير” أقوى وتقنيات أكثر ؟
بكل بساطة وبدون تفصيل ، لأن آبل في سياستها لا تقوم بوضع التقنية لأجل فقط أنها تستطيع، إنما تريد التأكد من الفائدة الحقيقية خلف هذه التقنية، وكيف تستطيع افادة المستخدم بالفعل وتسهيل استخدامه للجهاز (بالطبع ذلك لا يعني أنها  تنجح في الوصول إلى هذا الهدف دائما).

ومن هنا نستطيع الإجابة على السؤال الأصلي ، آبل وضعت تقنية البصمة الآن ، لأنها وجدت أنها ستقوم بإثراء تجربة المستخدم ، وستزيد من سهولة وانسيابة استعمال الآيفون.

ثانيا : ما الفرق بين تقنية آبل في قراءة البصمات وبين التقنيات المستخدمة سابقا ؟

كما اشرت في البداية إلى أن تقنية قراءة البصمات موجودة منذ سنوات ، وبرأيي الشخصي كانت عديمة الفائدة في اللابتوبات، والسبب في ذلك أنها بطيئة الإستجابة نوعا ما ، وليست دقيقة في كثير من الأوقات ، بالإضافة إلى كونها تخطئ في بعض الأحيان وتحتاج إلى تحريك اصبعك عليها ، باختصار هي ليست عملية ، لذلك الكثير من اللابتوبات القوية جدا للشركات الضخمة  لا تجد فيها هذه التقنية ، لأن حتى شركات الكمبيوتر لم تجدها إلى الآن عملية.

إذا ما الفرق بين تقنية آبل وبين التقنيات السابقة ؟

بشكل مختصر ومبسط، تعتمد ماسحات البصمات على مبدأ بسيط يقوم على بث اشعة ضوئية على الأصبع ، ويقوم كمبيوتر عن طريق حساس خاص وخوارزميات خاصة بقراءة الإنعكاس من الأصبع الذي سيعطي صورة فيها أماكن داكنة وأماكن فاتحة، الأماكن الفاتحة ستكون النتوءات المكونة للبصمة، أما الأماكن الداكنة ستكون “الأودية” التي هي بين النتوءات.

ولكن الآيفون لا يستعمل هذه التقنية، إنما يعتمد على طريقة قياس فعالة وأسرع وأدق بكثير، حيث يوجد في الحساس في زر الـ Home بالآيفون 5s خلايا مكونة من مكثفات دقيقة لا يتجاوز حجمها حجم الخط المكون للنتوءات في بصمة الإصبع ، المكثف مكون من صفيحتين موصلتين للكهرباء بينهم مادة عازلة ، وعندما يلمس الإصبع زر الـ Home ، تقوم النتوءات في البصمة بالضغط على الخلايا وبالتالي تنضغط صفائح المكثف وتلمس ببعضها موصلة الكهربا بين الصفيحتين، وبالتالي تعطي الخلية الدقيقة جدا اشارة كهربائية بوجود نتوء في هذا المكان تحديدا.
قبل أن تتم عملية المسح، الحلقة المعدنية حول زر الـ Home تتحسس وجود الأصبع وتقوم بتشغيل فوري لمستشعر البصمة.

هذا بالإضافة إلى أن آبل قامت بتغليف زر الـ Home بالـ Crystal Sapphire (الياقوت) الذي يتميز بمتانته و بكونه ذو رقم خدش عالي (٩ من ١٠) أي لا يمكن خدشه إلا بالألماس.

الجدير بالذكر هنا أنه يمكن استخدام البصمة في عمليات الشراء من الـ App Store ، لتوفير كتابة الباسوورد كل مرة تقوم بعملية شراء تطبيق أو أي شيء آخر من الآيتونز.

وبالتالي نرى أن هذه التقنية أفضل واسرع وأكثر دقة. ولكن بالطبع يجب أن ننتظر ونراها على أرض الواقع لنرى سرعتها وفعاليتها.

ثالثا: هل يجب ألا نستخدم هذه الميزة من أجل الخصوصية ؟

الكثير من الناس قلقين من اقتحام خصوصيتهم إذا استخدموا حساس البصمة، هل ستقوم آبل بتخزين بصمات الناس ؟ أو هل يستطيع أحد الحصول على البصمة عن طريق اختراق الآيفون ؟
آبل فكرت بهذه الناحية وقامت بعمل بعض الإحتياطات التي تضمن عدم حصول أي شيء يضر بخصوصية المستخدم.

أهم موضوع هو تخزين البصمة، آبل لا تقوم بتخزين البصمة في سيرفراتها، ولا تقوم بعمل نسخة احتياطية “باك آب” للبصمة ، ولا تقوم بتخزينها بالآيكلاود ، وأيضا لا تقوم بتخزينها في الميموري الخاصة بالآيفون!
البصمة يتم تخزينها-  عند تفعيل الخاصية من قبل المستخدم  – في معالج الآيفون، وهذا يعطي أمان اضافي ، ويقييد امكانية الحصول على البصمة.
عند اسخدام التطبيق أو النظام للبصمة، يتم ارسال البصمة الممسوحة إلى المعالج ويتم مقارنتها وارسال فقط الجواب (تطابق أو عدم تطابق) من المعالج إلى التطبيق أو النظام ، دون ان يتم ارسال دليل على التطابق أو صورة من البصمة أو أي معلومات عنها. لذلك يستحيل على التطبيقات الخارجية الحصول على معلومات عن البصمة.

الجدير بالذكر أيضا أنه يشترط وضع كلمة سر عند تفعيل خاصية البصمة، ولذلك في حالة كسر زر الهوم أو حصول ضرر، يمكن في ذلك الوقت استخدام الآيفون بشكل طبيعي والدخول عن طريق كلمة السر.

أخيرا: اخبرنا أخي القارئ، ما رأيك في هذه التقنية ، وهل تعتبرها سبب في شراء الآيفون 5s، وهل ستقوم باستخدامها في حالة شراءك للآيفون الجديد ؟ 

أما عن رأي موقع SlashGear عن الخاصية الجديدة: ” أشعر أن خاصية الـ Touch ID الجديدة ستكون أول نظام أمان بيولوجي يكون عملي بالفعل وقابل للإسخدام”.
و في تقرير موقع Engadget : “الخاصية بالفعل سريعة، الحساس استطاع مسح البصمة في أجزاء من الثانية من أي زاوية، وبشكل طبيعي”.
ويقول موقع TechCrunch عن الخاصية :”إنها سريعة بقدر سرعة “السحب” لفتح القفل، وأسرع بكثير من كتابة باسوورد من ٤ ارقام!”.

المصادر:

Gizmodo.com
 Gizmodo.com
SlashGear.com
engadgets.com
TechCrunch.com

الوسوم

رأي واحد على “تقرير مفصل عن تقنية آبل الجديدة: Touch ID”

  1. تقنية رائعة فعلا قمت بتجربتها اليوم
    يتعرف على البصمة بسهولة وأعطت الجهاز تميزا في تصميمه
    ولدي يقين تام بأن هذا التغيير البسيط في التصميم له دور كبير جدا على رفع الطلب للـ iPhone5S

    بعكس ما حصل مع الـ iPhone 4S

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *