حققت ساعة آبل نجاحًا كبيرًا منذ إطلاقها مقارنة بمنافسيها في السوق،هذا النجاح وصل إلى مستويات عديدة ومختلفة على مستوى العالم ومن آراء مستخدمي الساعة هناك العديد للتجارب والأمثلة التي قد تعطيك نبذة عن إمكانيات وإستخدامات الساعة، منها، يحكي مراسل البيت الأبيض لصحيفة نيويورك تايمز تجربته مع ساعة آبل.
منذ شراء ساعة آبل في وقت ظهورها لأول مرة وأنا أتعرض لأسئلة كثيرة من الأهل والأصدقاء عن رأيي في الساعة، وهل من الجيد اقتنائها أم لا؟ بحثي عن إجابة لهذه الأسئلة يذكرني بما حدث قبل عدة سنوات، بعد أشهر من وقوفي في طابور لعدة ساعات في متجر آبل في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، لأكون من بين الأوائل الذين قاموا بشراء الآيفون الأصلي بسعر 599$، وابتهج موظفي آبل عندما ظهرت ومعي الآيفون.
في اليوم التالي، كنت في رحلة جنوب غرب هامبشاير لتغطية فريد تومبسون، الممثل الراحل وعضو مجلس الشيوخ والذي كان مرشحًا للرئاسة آنذاك. وبمجرد أن جلست في مقعدي، وقمت باستخدام هاتفي، تجمهر الناس حولي، أولًا المضيفات ثم الركاب، جميعهم كان يريد أن يرى الجهاز الجديد وهو يعمل.
لكن في ذلك الوقت كان من الصعب أن أقترح على زملائي الصحفيين شراء آيفون والتخلي عن هواتف البلاك بيري الخاصة بهم. حيث كان يفتقر الآيفون لميزات كثيرة عكس اليوم، مثلا كان يتعذر اتصاله مع معظم أنظمة البريد الإلكتروني في مكان العمل. وكانت الخدمة الخلوية المقتصرة على AT&T بطيئة وغير مستقرة في أحسن الأحوال. ولم يكن هناك متجر للتطبيقات. لم يكن لدى الآيفون حتى ميزة القص واللصق.
ولكن، كان هناك شيء مجهول في ذلك الوقت يشعرني بطريقة أو بأخرى أن هذا الجهاز هو المستقبل وحتى عند قيامي بالتمرير عبر رسائل البريد الإلكتروني على بلاك بيري، تصفح الإنترنت، قراءة البريد الإلكتروني ،الاستماع إلى الموسيقي والتحقق من الطقس والأسهم كل هذا في جهاز واحد! شيء رائع حقًا.
عندما كان يسألني زملائي عن رأيي في الآيفون، كنت صادق معهم حول الإمكانات المحدودة وحتى الإمكانات التكنولوجية. معظم أصدقائي كانوا يستمعون بأدب، ويحاولون الكتابة على شاشة الهاتف باستخدام أصابعهم، ثم يعودون لاستخدام هواتف البلاك بيري مرة أخرى.
بالنسبة لساعة آبل، فالأمر لا يختلف كثيرًا.
يمكنك الحصول على نموذج ساعة آبل المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ بمقاس 42 ملليميتر وبسعر 599$. وتعتبر ساعة آبل خادمة لمستخدمي الآيفون، حيث تعتمد على الجهاز في التشغيل والاتصالات، فليس لديها GPS أو قدرة خلوية. يمكن أن تقوم ساعة آبل بتشغيل التطبيقات ولكن ببطء، وبدون أي لوحة مفاتيح. فالأمر يتطلب الإملاء الصوتي، الذي لا يزال يحتاج إلى العديد من الإصلاحات ومازال بعيدًا عن الكمال. في معظم الحالات، فتح التطبيقات على الآيفون لايزال أفضل بكثير.
تمامًا مثل الآيفون الأصلي، فإن ساعة آبل تتميز بغطاء ذو حجم كبير وضخم –قد لا تحب ارتداء جهاز بهذا الحجم في معصمك-. وعلى الرغم من عمر البطارية المذهل في ساعة آبل الذي يقارب على 24 ساعة، لا يزال الأمر يتطلب وضع الساعة في الشاحن كل ليلة.
أما الآن، وبعد ما يقرب من ثمانية أشهر على إطلاق ساعة آبل، أشعر وكأنها المستقبل بالنسبة لي. حيث غيرت ساعة آبل الطريقة التي اتواصل بها عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية. فباستخدام خاصية VIP، يمكن توجيه الرسائل الأكثر أهمية للساعة حتى أتمكن من قراءتها، عندما تصدر الساعة تنبيه لوصول رسائل جديدة.
وينطبق الشيء نفسه على المكالمات الهاتفية، والتي تظهر على الساعة في حين يوجد الهاتف في مكان بعيد عني، يتم تنبيهي برقم المتصل عن طريق الساعة. كما أصبحت ساعة آبل أيضًا هي المحطة الأولى لعمل جداول شخصية. فانا أستخدمها للتحقق من الطقس (حيث تظهر درجة الحرارة على شاشة الساعة)، ولمعرفة مواعيدي من خلال لمحة سريعة في الساعة. يقوم تطبيق OpenTable بتنبيهك عند اقتراب موعد حجزك في المطعم، ويقوم تطبيق eBay بإخطارك عندما تفوز أو تخسر في مزاد مثلًا. ولا داعي لوجود هاتف آيفون في هذه الحالة.
حتى الأن، يعتبر أكبر إنجاز حققته ساعة آبل هو إدراج خدمة Apple Pay، والتي تعمل بمنتهي السلاسة، فعند قيامك بشراء شيء ما كل ما عليك فعله هو النقر المزدوج فوق الزر الموجود في ساعة آبل ثم التحريك إلى ناحية تسجيل المدفوعات النقدية. ولكن، لأن هذه الميزة مقتصرة فقط على بعض المطاعم والمتاجر، فلا يزال لدي محفظتي وبطاقات الائتمان التي أحملها معي أينما ذهبت.
كل هذا بالإضافة إلى العديد من التطبيقات الأخرى، فأنا دائمًا ما أقوم باستخدام المؤقت في ساعة آبل عندما أطبخ لتحديد وقت معين. كما يمكنني استخدام ساعة آبل لمشاهدة بطاقات الصعود إلى الطائرة، مما يعني أنني لست بحاجة للمس هاتفي في خط أمن المطار. وعندما أقوم ببعض أعمال الصحافة للبيت الأبيض، فلست بحاجة لتقريب الهاتف من فمي، كل ما أفعله هو رفع معصمي (هذا الأمر يبدو مضحكًا، ولكنه يعمل بشكل جيد.)، كما أن معرفة تغييرات الطقس من خلال الساعة أفضل بكثير من الآيفون.
إذن ما هو جوابي؟ هل يجب عليك شراء ساعة آبل الآن؟
عادةً ما أميل إلى الإجابة بـ “لا” بالنسبة لمعظم الناس، حيث أن معظم ما تقوم الساعة بفعله، يفعله الهاتف الخاص بك بطريقة أفضل. كما أن ساعة، بالرغم مما حققته من مبيعات، إلا أن سعرها مرتفع جدًا بالنسبة لمنافسيها من الساعات الذكية في السوق. ومن خلال هذا المنطق، عليك الانتظار حتى العام المقبل، عندما تقوم آبل بتطوير نظام التشغيل في ساعة آبل بطريقة أكثر ابتكارًا. أو الانتظار حتى عام 2019، عندما يصدر الجيل الخامس من هذه الساعات والذي حتمًا سيكون مزود بميزات جديدة.
لكن بعد ثمانية أشهر، أنا على يقين تام أن الناس سوف تنظر في نهاية المطاف إلى الساعات الذكية باعتبارها شيء ضروري ويستحق الاقتناء. والتي ستعمل على تسهيل وتحسين حياتنا بشكل ملحوظ.