فكرة وجود هاتف أو جهاز ضد الماء في حد ذاتها هي فكرة مثيرة ولها إيقاع دعائي مميز، تخيل كيف سيكون الأمر إذا توجهت آبل للعمل على فكرة مقاومة الماء في الجيل الجديد من آيفون، هل سيكون الأمر مجرد وسيلة لزيادة معدل السعادة لدى العملاء فقط، أم أن الفكرة سوف تفيد آبل فعلياً؟
كما جرت العادة في سياسة آبل، كل عام يصدر آيفون جديد، بمعالج أسرع، وكاميرا أفضل، وعدد قليل من التطبيقات الجديدة. وكل سنتين يظهر شكل جديد للآيفون، بغطاء هاتف أرفع وأخف وزنًا، بالإضافة إلى بعض التغييرات الأكثر أهمية. في العام المقبل -إذا أنتهجت آبل نفس السياسة-، سوف نرى آيفون 7 الذي سيصدر بمعالج أسرع وكاميرا أفضل كما هو المعتاد. ولكنه سيكون مزود بعدد من الميزات الجديدة بالتأكيد.
ظهر آيفون 5 وكان مزود بشاشة كبيرة، LTE، ومنفذ Lightning. بينما ظهر آيفون 6 بشاشة أكبر من السابقة وخدمة Apple Pay. لذا، فما هي نقاط التميز الرئيسية التي سيتميز بها آيفون7 ؟
ميزة مقاومة الماء في آيفون 7
وجود أجهزة إلكترونية مزودة بميزة مقاومة الماء يكاد يكون شيئًا مستحيلًا. لما تتسبب به من مشكلات ما بعد البيع ودفع غرامات ضخمة ومكلفة. لكن هذه الميزة تكون جيدة إذا كنت تريد أن تذهب للغوص مثلا والتقاط بعض الصور، ولكن لا تستطيع وضع الهاتف في الماء لفترة طويلة.
فتجربة سوني وهاتف أكسبيريا Z3 لاتزال حاضرة ورسالتهم للمستخدمين بعد إستخدام الهاتف تحت الماء! بعد عدد من الشكاوى والتعويضات أثارت العديد من التساؤلات حول جدوي وفعالية الخاصية،
ليست سوني فقط أيضاً العديد من الشركات، بما فيها سامسونج، قامت بتصنيع هواتف مقاومة للماء والتي تتنوع بين الهواتف ذات الطلاء المقاوم للماء، والهواتف المقاومة تمامًا للماء والتي يمكن أن تتحمل كمية معينة من الوقت تحت الماء. ولا تزال التحديثات قائمة، مثل استخدام الشاشة التي تعمل باللمس أثناء وضع الهاتف في الماء.).
آبل أيضًا وضعت قدم في عالم مقاومة الماء. على سبيل المثال، ساعة آبل مقاومة للماء وتحتوي على حماية داخلية تقيم بـ IPX7، مما يعني أنه يمكن أن تكون مغمورة فيما يصل إلى 1 متر من الماء لمدة 30 دقيقة. وصرح تيم كوك أنه يذهب للاستحمام وهو مرتدي ساعته ولا يضطر لانتزاعها، بالإضافة إلى أن المطور Craig Hockenberry أجرى تحليلات دقيقة جدًا لخاصية مقاومة الماء الموجودة في ساعة آبل ووجد أنها تعمل بشكل جيد وترقي إلى مطالب المستهلكين.
ولكن هذا قد يبدو مناسبًا لجهاز سوف تقوم بارتدائه في جميع الأوقات. لكن بخصوص الآيفون، فالأمر أصعب إلى حد ما، ولكن هذا لا يعني أنه لن يكون مفيد.
الأضرار الناجمة عن السوائل
الأجهزة الكهربائية والماء لايجتعمان معًا كما نعلم، ولكن جميعنا يحمل الهواتف الذكية معه في كل مكان في هذه الأيام، فماذا لو سقط الهاتف في بركة مثلا أو حمام السباحة أو حتى في المرحاض؟ – بالطبع كلنا معرضون لحدوث هذا.
ولا شك أن الأضرار الناجمة عن الماء تتسبب في مشاكل عديدة، وخاصةً لأن مثل هذه الأضرار لا يغطيها الضمان. فمن الرائع بالنسبة لـ آبل ان تشتري هواتفك بسرعة وحتى إذا قمت بكسر هاتفك، بأي طريقة كانت، وأستبدلته بهاتف جديد، وقتها يمكن أن تأخذ آبل الهاتف القديم وتقوم بتفكيكه وتجديده مرة أخرى، أو إعادة استخدام قطع الغيار الصالحة والسليمة.
في حين أنه لكن ليس من الجيد على الإطلاق من ناحية مشكلات المياه لان في هذه الحالة آبل ستقوم بإعادة استخدام أجزاء أقل جدا من الهواتف التي لم يحدث بها تلف بسبب الماء، وهذا سيؤدي لخسائر اكثر.
آيفون 6s مقاوم للماء بشكل لم يكن متوقع
قامت آبل بالفعل باتخاذ خطوات لحماية الآيفون من الأضرار الناجمة عن الماء، كما هو واضح. وأشارت تقارير غير مؤكدة أنه عند سقوط بعض قطرات الماء على آيفون 6s او ما تم تسجيله عن حوادث سقوطة في سائل ولم يسفر عن أي أضرار متوقعة، فهذا يعني أن آبل اتخذت خطوات فعلية لتحسين ميزة مقاومة الماء في الآيفون. حيث تم إضافة حشية تحيط غطاء الهاتف من الداخل للمساعدة في مقاومة وعزل الماء ومنعه من التسرب داخل الهاتف. وعلاوة على ذلك، إغلاق جميع الموصلات الموجودة في الـ logic board بإحكام وتغطيتها بالسيليكون. وحصلت آبل على براءة اختراع هذا الأسلوب في مطلع العام الماضي.
ولا يزال هناك العديد من الأماكن الموجودة على الهاتف والتي تحتاج إلى مزيد من التحسينات مثل: أزرار التحكم بالطاقة والأصوات، على سبيل المثال، مكبرات الصوت ومقبس سماعة الرأس. ولكن المفاجئة أن آبل حصلت أيضًا على براءة اختراع في الأزرار المقاومة للماء، والمنافذ المقاومة للماء أيضًا، في الآونة الأخيرة.
ويمكن أن يكون هذا أيضًا هو سبب اتخاذ آبل قرار التخلص من مقبس سماعة الرأس في الآيفون المقبل. فيعتبر تقليل عدد المنافذ الموجودة في الآيفون هو بمثابة تقليل الأضرار التي من الممكن أن تحدث للهاتف عند تعرضه للماء. لكن هذا فقط غير مُجدي إن لم تحاول آبل تفادي العديد من المشكلات الأخرى.
الشاشة التي تعمل باللمس تعد من أكبر المشكلات التي تعوق عمل الهاتف تحت الماء فعلياً، ومن المحتمل أن آبل لم تعمل على حلها حتى الآن. ولكن الناس في الغالب سيصبحوا سعداء مع هواتف الآيفون المحمية من التلف عند سقوط في الماء.
ولم تذكر آبل تفاصيل حول خاصية مقاومة الماء في آيفون 6s لأسباب وجيهة، مثلًا: ليس هناك حاجة لتشجيع الناس لاختبار مقاومة هواتفهم للماء، وحتى لا تتحمل أي أضرار ناجمة عن الدعاية الكاذبة في حالة حدوث أضرار فعلًا. ولكن، نظرًا لما استغرقته آبل من وقت في تطوير خاصية مقاومة الماء، فهذا يدل على أنه من الواضح ان آبل لديها طموحات في ههذا الاتجاه.
لذلك لا ينبغي أن نندهش عند رؤية إعلان الآيفون في العام المقبل وهو يعلوه بعض قطرات الماء الجارية على سطح الهاتف، أو مثلًا رؤية رحلة غوص إلى هاواي، والتقاط الصور تحت الماء بهاتف آيفون 7 .
تقرير مميز شكراً لكم.