أطلق فلم Steve Jobs أخيراً الشهر الماضي في عدة دول ، تبعها الإطلاق في دول الخليج مؤخراً . وهو الفلم الذي تحدثنا عنها كثيراً بتفاصيل من خلف الكواليس ، لعل آخر تلك التفاصيل هي ما نقدمه لكم اليوم ، ردود الفعل المتضاربة حول الفلم من المقربين من ستيف جوبز :
نبدأ مع زوجته لورن ، وهي التي كتبت WSJ تقريراً عن ردة فعلها الكبيرة :
لورن حاولت مراراً أن توقف الفلم طبقاً لمصادر مقربه منذ كان إنتاجه لدى Sony قبل أن تتركه لـ Universal لأسباب مالية ، وهي التي ستطلق الفلم الذي كلف إنتاجه 33.5$ مليون
وذكر في التقرير كذلك بأن لورن شعرت بأن السيناريو صوّر إنجازات ستيف كأنها “قاسية وغير إنسانية” ، المنتجون قدموا للورن فرصة الانضمام لطاقم الفلم (للاستشارة بطبيعة الحال) ، ولكنها رفضت . ورفضت كذلك مشاهدة الفلم في عرض خاص قبل عرضه الرسمي ….
“رفضت النقاش حول ما أزعجها في السيناريو ، رغم أنني توسلت منها عدة مرات” . قال ذلك المنتج Scott Rudin في بريد إلكتروني ردا على أسئلة من WSJ ، وقال كذلك “هي استمرت بقول أنها لم تعجب بالكتاب ، وأن أي فلم مقتبس منه لن يكون دقيقاً” .
تيم كوك كذلك ، الرجل الذي وثق به ستيف جوبز لخلافته في الإدارة التنفيذية لآبل وصف الفلم بالاستغلالي! قبل أن يصل رد غاضب من Aaron Sorkin مخرج الفلم قائلاً أن الفلم لم يتم العمل عليه كي نصبح أغنياء وأن تيم كوك من المفترض أن يشاهد الفلم قبل أن يعلق عليه ، وأخيراً قال بأن من يملك مصنعاً في الصين مليئاً بالأطفال لتجميع قطع الآيفون بـ ١٧سنت/ساعة ، فإنه لمن الجراءة بأن يصف شخصاً آخر بالاستغلالي!” . قبل أن يعتذر لتيم عن التصريح قائلاً بأن الطرفين بالغوا بردود الفعل .
يذكر أن ستيف ووزنياك والذي كان شريك التأسيس لآبل قد انضم لطاقم عمل الفلم كمستشار مقابل ٢٠٠$ ألف (حسب تقارير) ، ووصفه “كأنني كنت أشاهد ستيف جوبز” .
Andy Hertzfeld أحد أعضاء التصميم في فريق ماكنتوش علّق عن الفلم قائلاً :
بعيد عن الحقيقة من كل اتجاه – تقريباً لا شيء فيه وكأنه قد حدث – ولكن في النهاية ذلك لا يهم . الهدف من الفلم هو الاستمتاع والإلهام . وليس تصوير الواقع .
الفلم يطمح لاستكشاف حقائق عميقة خلف شخصية ستيف الغير اعتيادية وتصرفاته ، وهو في الغالب وليس دائماً ينجح في ذلك .
واستطرد :
سوركن (كاتب السيناريو) سألني عن ردود فعل ستيف في حالات معينة ، كالفشل في التجربة للـ Demo (الثلث الأول من الفلم) . رددت بأنها لم تحدث في الواقع .
سوركن أقنعني بأنه ليس بفلم وثائقي ، فلذلك دقة الأحداث ليست بالأولوية ، وقد ذكر بأن الفلم كالرسمة وليس كالصورة .
في الختام أبدى آندي إعجابه الكبير بالفلم من ناحية السيناريو والأداء ، الضحك والمشاعر التي كانت فيه كذلك .
Walt Mossberg ، الإعلامي التقني الشهير ومن أمضى ساعات طويلة في محادثات مع ستيف جوبز طوال ١٤ عاماً كتب مقالاً أبدى فيه انزعاجه من الفلم جاء فيه :
ستيف جوبز لم يكن متكاملاً ، كان صعباً ، كان وقحاً وفظًّا في أوقات لا تستدعي ذلك . قد كذب . ولكنه كان يلين وينضج كشخص ، وكان ذلك يتزامن مع أفضل جزء في مسيرته . السيد سوركن (كاتب السيناريو) ، اختار أن يخفي ذلك عن المشاهدين . أفضل ما في ستيف جوبز يظهر مع نهاية الفلم .
جون سكولي من شخصيات الفلم المهمة ، وهو من اختاره ستيف جوبز كي يكون المدير التنفيذي للشركة بعد أن أقنعه وهو في قمة مسيرته مع بيبسي تحدث عن الفلم قائلاً :
كل من يحب داني بويل (المخرج) ، أو آرون سوركن سيحب هذا الفلم ، فهو ممتع من الدرجة الأولى . ولكن من المهم الإشارة إلى أن الفلم ليس تاريخ آبل ، ليس السيرة الذاتية لستيف جوبز .
ستيف ذو شخصية معقدة ، وذلك مجرد جانب واحد من شخصيته .
ستيف جوبز الذي عرفته امتلك حسًّا فكاهيّا كبيراً ، اهتم كثيراً بالأشخاص الذين يعملون معه ، اهتم بصنع الفارق في حياة الأشخاص ، كان من الممتع إمضاء الوقت معه .
استكمل سكولي حديثه :
الناس لا تدرك بأن ستيف جوبز الشاب كان مختلفاً قليلاً عن فكرة الناس عن ستيف جوبز الناضج (بكل وضوح أعظم مدير تنفيذي في العالم) . لكن ستيف جوبز الشاب كان لا يزال يستكشف كيف أن تكون قائداً ، وكان يقوم بأخطاء مثلما نقوم جميعاً بأخطاء في فترة تعلمنا .
إذاً ستيف جوبز الشاب كان في مرحلة تطويرية ، جميعاً يحتاج أن ينضج ، وستيف أعتقد نضج كثيراً خلال سنواته بعيداً عن آبل حتى عودته بعد ١٥ عاماً (الصحيح أنها ١٢ عاماً بين ١٩٨٥-١٩٩٧) .
عن رأيه حول ما إذا كان ستيف جوبز بنفسه سيشاهد الفلم قال بأنه يعتقد بأن ستيف سيحب المتعة فيه من سيناريو وأداء .
لكنه ذكر كذلك بأنه سيجرحه بأن العديد من الناس الذين لم يعرفوا ستيف جوبز الشاب مسبقاً ، ربما سيخرجون من الفلم مع فكرة بأنهم عرفوا ستيف جوبز . ولكن خمّن ماذا؟ أنت لا تعرفه!
ستيف كان شخصاً أكبر ومتكاملاً أكثر ممّا شاهدته في فلم مدته ساعتين .
كانت هذه هي ردود فعل المقربين من ستيف جوبز حول الفلم ، وسأعود لكم قريباً بإذن الله بتدوينة أكتب فيها رأيي حول الفلم وردود الفعل بعد ما قمت بمشاهدته .
