Apple Payآبل

مقالة : متى سترى خدمة Apple Pay النور في الوطن العربي؟

Apple Payآبل

Apple-Pay-logo

في تدوينة سابقة للمبدع يزيد المهيدب تحدث عن خاصية الدفع من آبل و المعروفة بإسم Apple Pay [تعرف على خاصية آبل الجديدة للدفع] و كان قد تمنى إنتشار الخدمة في الوطن العربي حيث قال:

“نتمنى أن يكون هناك تحرك قريب من وزارة التجارة لإجبار المتاجر صغيرها وكبيرها على إعتماد الدفع الإلكتروني وأن تسارع البنوك العربية بالإتفاق مع آبل لدعم الخاصية في الوطن العربي”

فهل فعلا سوف نرى هذة الخدمة قريبا في الوطن العربي؟

72000262

عرفت ممارسة عمليات البيع منذ آلاف السنين، وتشير الآثار القديمة المكتشفة عن إنسان ما قبل التاريخ أنه مارس التجارة في مختلف السلع. كما تشير العديد من الكتابات القديمة، و لقد مكن إكتشاف النقد حوالي سنة 600 قبل الميلاد الناس من بيع سلعهم بدلا من مقايضتها، و نتيجة لهذا توسعت التجارة و كذلك عملية البيع.

أما في غرب أوروبا فقد تمت ممارسة عمليات تجارية قليلة في الفترة من القرن الخامس إلى القرن الثاني عشر الميلادي. فمعظم الناس كانوا يقومون بتوفير احتياجاتهم في منازلهم أو بأنفسهم، كزراعة المواد الغذائية و نسيج الملابس و صناعة الأدوات التي يحتاجونها لمزاولة أعمالهم. أما في العالم الإسلامي فقد إزدهرت التجارة و حركة البيع و الشراء في هذه الفترة، و ازداد نشاط الأسواق و نقل السلع بين مدن العالم الإسلامي و غيرها.

sell-buy

و كانت في عمليات البيع تستخدم العملات النقدية و التي كانت في البداية عبارة عن عملات معدنية من الذهب و الفضة و نتيجة لصعوبة تداولها و نقلها تم اللجوء إلى العملات الورقية بشكلها الحالي، إلا أنه ظهرت مشكلة أخرى و هي عدم الأمان و التعرض للسرقات مما دفع بالحكومات و المؤسسات المالية و المخترعين و المبتكرين إلى البحث عن حلول أكثر إماناً و سهولة، و من هنا ظهرت وسائل الدفع الإلكتروني بأشكالها المختلفة، و التي كان أشهرها الدفع عبر البطاقات سواء مسبقة الدفع و التي يشترط أن يتوفر بداخلها رصيد مسبق لإتمام عملية الشراء أو البطاقات الإئتمانية حيث تقوم المؤسسة المالية بإقراضك فورا و الدفع نيابة عنك للتاجر و من ثم مطالبتك بالسداد في وقت آخر.

و مع انتشار رقعة العالم الإفتراضي في الشبكة العنكبوتية ظهرت الحاجة لنوع آخر من خدمات الدفع و التسهيلات الإلكترونية فظهرت خدمات دفع إلكترونية و بالرغم من طول عمرها إلا أنها لم تجد القبول مثل ما وجدته خدمة Apple PAy و السبب أن آبل قامت بحل المشاكل و الصعوبات التي كانت تواجه تلك الخدمات لتسحب البساط من تحتها، من أشهر تلك الخدمات خدمة PayPal و التي توصف على أنها بنك إفتراضي إلكتروني ليس له وجود في الواقع و يمكن من خلاله فتح الحسابات ( عن طريق بريدك الإلكتروني ) و إيداع المبالغ من حساب PayPal آخر أو عن طريق ربط البطاقة الإئتمانية كما يمكن تحويل تلك المبالغ لحسابات آخرى أو الشراء من المتاجر بشكل إلكتروني وهنا نلاحظ عيب الخدمة وهو عدم القدرة على سحب المال بشكل فعلي و إنما إستمرار تداوله بشكل إلكتروني.

hero

كذلك ظهرت خدمة محفظة قوقل Google Wallet و التي هي مشابهة تماماً لفكرة PayPal إلى أنها تفوقت على عيبها في عدم القدرة على السحب النقدي حيث تمنحك Google Wallet بطاقة إئتمانية بالتعاون مع ماستركارد لتتمكن من سحب أي مبلغ متوفر في رصيدك من خلال مكائن الصرف الآلي في أي مكان حول العالم. و في المقابل تساهلت كثيرا في موضوع الحماية فالخدمة تتطلب رمز سري من ٤ أرقام فقط لا غير!!. بالإضافة للعيب الآخر و هو احتفاظ شركة Google بسجل لمشترياتك كاملاً و جميعنا يعلم ماذا تفعل Google بما لديها من قواعد بيانات و كيف تستفيد منها في جني الأرباح.

la-fi-apple-pay-20140911

شركة آبل أعلنت في ٩ سبتمبر ٢٠١٤ و خلال مؤتمر الإعلان عن جهاز الآيفون 6 عن إطلاق Apple Pay و عن دخولها لهذا المجال كميزة تسويقية لجهاز الآيفون الجديد الذي يحتوي على تقنية Near Field Communication (التواصل قريب المدى أو NFC) والتي تعتبر ركيزة أساسية في مثل هذا النوع من الخدمات و ذلك بالإعتماد على قاعدة حسابات Apple ID المتوفرة لديها في متجر الآيتونز iTunes Store و مسجل بها بطاقات إئتمانية. لتكون بذلك أكبر خدمة دفع إلكتروني عبر الهاتف الذكي بالرغم من وجود خدمات كثيرة سابقاً و متفوقة عليها أمنياً بوجود خاصية البصمة Touch ID في أجهزة الآيفون.

بعد إطلاق الخدمة  في الولايات المتحدة الأمريكية و هي أكثر الدول المتضررة من قضية السرقات و قضايا القتل بهدف سرقة محفظة النقود تم تسجيل أكثر من مليون بطاقة إئتمانية في الخدمة خلال أول ٣ أيام من إطلاقها.[المصدر]

الآن دعونا نجيب على سؤالنا:

متى سترى خدمة Apple Pay النور في الوطن العربي؟

حتى نعرف الإجابة يجب أن نعلم أن توفر مثل هذة الخدمة يعتمد على ثلاثة أطرف رئيسية و هي:

الطرف الأول: المؤسسات المالية

خدمات الدفع الإلكتروني ليست وليدة اللحظة فهناك  PayPal, Wal-Mart, Target, Google Wallet, و Softcard. و لكن ما جعل آبل تتفوق عليهم جميعا في ثلاثة أيام فقط هو عدد المؤسسات و المتاجر التي إستطاع فريق آبل التواصل معهم لدعم الخدمة و بين الحين و الأخر تعلن آبل عن إنضمام المزيد من البنوك و المتاجر لها حتى وصل الرقم إلى أكثر من ٢٠٠ بنك و مؤسسة مالية و أكثر من ٢٠،٠٠٠ متجر و منفذ بيع تدعم الخدمة بالإضافة للعديد و العديد من المنافذ التي تنضم يوميا لها ( 50 مستشفى تعلن دعمها لخدمة الدفع من آبل Apple Pay عبر InstaMed) . و تدور الإشاعات حول انطلاق الخدمة خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية في عيد ميلادها الأول في شهر نوفمبر القادم و بدأ بكندا و ربما دول أخرى. كذلك قامت آبل بمعالجة عيوب الخدمات السابقة حيث يجب عليك إستخدام بصمة الأصبع Touch ID بدل من رقم سري من ٤ آرقام يمكن لمحها بسرعة من المتطفلين و اللصوص، و بالنسبة للخصوصية فعملية الشراء تتم بطريقة مختصرة و مشفرة بين جهاز الآيفون عبر تطبيق Passbook و منفذ البيع دون حصوله على رقم البطاقة الإئتمانية أو معرفة آبل نفسها بتفاصيل مشترياتك.

bank-wallpaper-16

و هنا يبقى السؤال: هل ستبادر و تدعم البنوك و المؤسسات المالية العربية هذة الخدمة قريباً مع بدء إطلاقها عالميا خارج الولايات المتحدة في شهر نوفمبر القادم؟

الطرف الثاني: المستخدم العربي

كما ذكرنا بأن الهدف من إبتكار وسائل الدفع الإلكترونية هو القضاء على المشاكل الأمنية و الجنائية التي تصاحب عمل حمل محفظة النقود التقليدية و بما أن المواطن الغربي هو من أكثر المواطنين تضرر من هذة المسألة بالإضافة للمتاجر التي تعاني من توفر السيولة النقدية لديها بداخل المتجر مما جعلها عرضة لعمليات السطو المسلحة فقد أصبح إستخدام البطاقات البنكية مسألة حياة أو موت بالنسبة له و أصبح هو المحرض الرئيسي للمتاجر و البنوك في إستخدام هذة التقنية.

في المقابل في وطننا العربي و مع إنخفاض حالات السطو المسلح على المتاجر و الأشخاص فهو لا يرى أن مسألة الدفع الإلكتروني تشكل أي أهمية تذكر بالنسبة له، خصوصا في ضل محدودية المتاجر التي تقبل بهذا النوع من وسائل الدفع.

701549_232398

و هنا نطرح السؤال التالي:

متى أصبح كمشتري عربي أئمن بأهمية إستخدام البطاقة البنكية في إتمام عملياتي الشرائية و دفع قيمة الخدمات دون الحاجة لحمل النقود معي طوال الوقت و أجعل الدفع الإلكتروني هو اختياري الأول قبل التفكير في حمل مبالغ نقدي تشكل تهديداً لحياتي؟

الطرف الثالث: البائع و صاحب المتجر

التاجر العربي مع عدم إهتمامه بمسألة التجارة الإلكترونية و عدم إلمامه بمميزاتها و مدى الفائدة التي سوف تعود عليه في ظل تأخر المؤسسات المالية العربية في دعم التقنيات الحديثة و مع إرتفاع التكلفة على التاجر لما قد يتوفر منها و في وجود ضعف البنية التحتية، أصبح لا يبالي كثيراً بمسألة الدفع الإلكتروني و لا يلقي لها بالاً و أصبح يفضل عمليات الدفع النقدي مع ما تحمله من مخاطر في جعله هدف سهل لعمليات السطو المسلح نتيجة توفر سيولة نقدية كبيرة و مخاطر عمليات تزييف العملات الورقية.

9197d52ef9b2069aa538d023c351d052_w570_h650

وهنا نختم بسؤال:

متى يؤمن التاجر العربي بأهمية التجارة الإلكترونية و بالدفع الإلكتروني كبديل لصندوق النقدية في المتجر؟

في حين تمت الإجابة على التساؤلات الثلاث من قبل المؤسسة المالية و المشتري و التاجر، سوف نعرف متى سترى خدمة Apple Pay النور في الوطن العربي.


3 آراء على “مقالة : متى سترى خدمة Apple Pay النور في الوطن العربي؟”

  1. أعتقد أن الخدمة سا تصبح قريبة لنا هنا في السعودية إذا اجبرت وزارة التجارة جميع المراكز التجارية و السوبر ماركت و قهاوي و البوفيات…إلى آخره بوجود خدمة الدفع عن طريق الصرافة
    بحيث يكون اذا لم تتواجد الخدمة يعرض صاحب التجارة لغرامة.

    هذه ستكون اول خطوة نحوى لتوفير خدمات الدفع الجديدة.

  2. موضوع شيق ومقال ممتاز

    مداخلة بسيطة في بعض التقاط المذكورة في المقال

    التقنية والتكنولوجيا في الغرب تعتبر ذات جدوى اقتصادية ورخيصة إلى حد ما بحيث يتم الاستغناء عن عدد الموظفين العاملين في المؤسسات واستخدام التقنية عوضا عنهم. في الواقع العربي ورخص العمالة واحد من اهم معوقات تطور الخدمات الالكترونية

    ثانيا، المستوى التعليمي للمستهلك ونقص المعرفة في استخدام الخدمات الالكترونية يحد من انتشارها في السوق العربي

    ثالثا، تأخر القوانيين والضوابط من المؤسسات الحكومية في حماية كل اطراف العمليات التجارية لها أثر سلبي في تسريع تقبل العمليات التجارية

    وفي المقابل هناك زيادة في انتشار ثقافة الدفع الالكتروني في الوسط العربي ولكن بوتيرة بطيئة ولا تلبي تطلعات المستهلك والتاجر العربي الحديث.

  3. أتنمى تدخل هذه الخدمة السعودية قريبا, ستسهل طريقة الدفع و التعامل المالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *