اي باد المستقبل

بعد انتظار دام طويلا اطلقت شركة ابل جهازها المحمول “الايباد” والذي حامت الاشاعات حوله كثيرا لدرجة افقدة الجهاز متعة ظهورة، وقد سمعت في احد محطات الراديو البريطانية من احد المحليلين في مجال التكنولوجيا بان هذا هو اسخف اسرار شركة ابل، حيث واكب ظهور الجهاز طلبات وامنيات مستخدمي وعشاق ابل لعلمهم المسبق عن هذا المارد المحتجز في جهاز بارتفاع 9.56 انش، عرض 7.47 انش، عمق 0.5 انش، وبحكم ان المارد هو مجرد طيف فلابد ان يكون خفيف جدا حيث ان وزن الجهاز لا يتعدى 0.73 كيلوجرام.

انا شخصيا اعتزلت العالم باسره في يوم المؤتمر، اغلقت جميع اجهزتي المحمولة وبرامج المحادثة، واستسلمت لبرنامج التصفح المفضل لدي“سفاري” ولعديد من المواقع التي كانت تنقل المؤتمر مباشرة. في تلك اللحظات احسست بأني قد اطلعت على المستقبل من قبل واعرف ما سيحدث، فكل الضجة الاعلامية التي حدثت حول الجهاز المعجزة كانت متوقعة، بل وكنت اسمعها من امي وابي من قبل، ولكن ظلت في بالي وكان هذا المستقبل لن يأتي الا في عام 3000 وربما بعد ذلك بكثير، فاستخدامه لن يقتصر على الترفيه او الالعاب والتي يحترفها ابنه الصغير الايفون ومن المعروف بان ابن الوز عوام، ولكن تخيل طلاب ثانوية ابن باز في الرياض يأتون صباحا بالسجادة “لا حاضر ولا مستقبل السجادة ولفتها فينا فينا” وقد لف الاي باد بداخلها وجميع كتبه داخل هذا الجهاز النحيف الصغير ذو الامكانيات الجبارة، وتخيل معي في الفسحة بعد ما كان 400 طالب يطاردون كورة واحدة وكانهم قطيع هائج يبدأون باللعب بالعاب جماعية ويتنافسون او يتصفحون الانترنت ويحدثون صفحتهم على الفيسبوك، ونشر والتعليق على الصور في هدؤ الا من صيحات الفرح بالانتصار.

ما افزعني وانا استمتع باللعب مع مدير الشركة ستيف جوبز وزملائه عند الاعلان عن الجهاز حيث كنت في كل مرة يعلنون عن شيء كنت اقول “عندي خبر”، هو المستقبل الذي كنا نلاحقه طوال الوقت، التف وعاد الينا مسرعا متناسيا فارق الحجم بيننا وبينه.