آبل بعد جوبز، الى أين ؟

في بداية هذا اليوم سمعنا عن خبر إستقالة ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي شركة آبل من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة، ستيف كان في واجهة الشركة منذ بداية تأسيسها حتى في فترة طرده من آبل حينما اقتنعوا بأن افضل قرار يمكن اتخاذه آن ذاك هو رحيل ستيف عن الشركة وفعلًا  رحل ولكن كان ارتباطه بآبل مستمر بشكل كبير وفي نهاية المطاف عاد لها.

إستقالة جوبز عن منصبه كرئيس تنفيذي للشركة أتى بوقت مناسب جدًا، صحيح بأن الخبر صدمة للجميع خصوصًا بأن ستيف أصبح معروفًا بأنه هو الكل في الكل حينما تتعلق الأمور بمنتجات آبل لكن هذا الأمر غير صحيح تمامًا. تحت قيادة ستيف جوبز هناك العديد من الأشخاص الذين قادوا سفينة آبل الى النجاح وبقيادة واضحة للأهداف والمهام من قبل جوبز وذلك يعني بأن الشركة لم ولن تعتمد على شخص واحد وهذا ما يخفى على الكثير من محبي ذلك الرجل وتلك الشركة.

لماذا أتت هذه الإستقالة في الوقت المناسب؟ الأمر بسيط من ناحية تجارية، فإرتباط اسم بشركة كبيرة بحجم آبل الآن مضر بمستقبل الشركة على المدى الطويل ومن كان يتابع آبل بشكل دقيق في السنين الأخيرة، يلاحظ بأن مجلس الإدارة وآبل تعمل بأن يتم الفصل عن إرتباط آبل فقط بستيف جوبز ورأينا ذلك حتى في الأحداث التي تقوم بها آبل، فنلاحظ جوبز يقوم بالتقديم ولا يستمر طويلاً حتى يقوم بدعوة شخص أخر ليقوم بالتحدث عن بعض النقاط الأخرى مثل العروض التجريبية وما شابه. إذًا آبل تحاول بأن تقوم بإظهار الأشخاص والفريق الكامل الذي يعمل مع جوبز ليقومون بإنتاج هذه المنتجات الرائعة والتي طغت على العالم.

ستيف جوبز وتيم كوك

ستيف جوبز إستطاع جلب العديد من الموظفين الرائعين ليعملوا معه وزرع فيهم نفس العقلية والفكر الذي يمتلكه ستيف ومن الممكن أن لا تكون بشكل كامل لكن الموظفين المهمين والمؤثرين في الشركة يحملون نفس التوجه ويتشاركون حب الإبداع وإنتاج أفضل المنتجات في العالم. تيم كوك أحد أولئك الأشخاص الذي قام جوبز بتوظيفهم بنفسه عام 1998 حينما كان يعمل في كومباك وكان العديد يُشير بأنها خطوة خطيرة بقبول وظيفة في آبل حينما كان الوضع في تدهور حينما عاد جوبز إلى الشركة. تيم حينما قدم لآبل كان وقتها نائب رئيس العمليات بشكل عالمي وبعد ذلك بفترة أصبح رئيس العمليات بشكل كامل.

إذًا جوبز عمل جُهدًا لا يُستهان به وبعقلية نادرة جدًا استطاع رفع قيمة شركة كانت في 1998 تساوي 4 بليون دولار إلى شركة قيمتها السوقية تساوي أكثر من 300 بليون دولار في عام 2011 وبذلك تصبح أعلى شركة في العالم من حيث القيمة السوقية وتتعدى شركة Exxon النفطية. وكرئيس تنفيذي، لم يكن كالبقية، فهو رئيس تنفيذي استثنائي يُتابع أهم الأمور في الشركة كإدارة آبل يومًا عن يوم ومتابعة القرارات الخاصة بها وصولاً إلى التفاصيل الصغيرة مثل الإهتمام بالكافتيريا الموجود في مقر الشركة وموقف ستيف جوبز مع فيك نائب رئيس الأعمال الإجتماعية في جوجل هو خير مثال لإهتمام ستيف جوبز كرئيس تنفيذي مميز عن البقية. ومع ذلك سفينة آبل ليست بقيادة شخص واحد، فكما أنه لجوبز نصيب من هذا النجاح فلجونثان آيف “نائب رئيس التصميم الصناعي في آبل” وتيم كوك “الرئيس التنفيذي حاليًا ورئيس العمليات سابقًا في آبل” وأيضًا فيل شيلر “نائب رئيس التسويق العالمي” كل أولئك الأشخاص لهم نصيب من تلك الحصة وذلك النجاح المبهر.

ستيف جوبز وجونثان آيف

وجود ستيف جوبز كرئيس لمجلس الإدارة هو خيار رائع وأشار في رسالة استقالته بأنه لا يزال موظفًا لدى آبل ولدى العديد من المصادر المقربة من الشركة مثل والت موزبرغ بأن دور ستيف لن يتغير وسيبقى مطلعًا بشكل كبير على خط المنتجات وسيشارك بصناعة منتجات رائعة وسيترك له بصمة كبيرة بدور إنتاج منتجات رائعة. لكن إدارة آبل بشكل كامل ومباشر يوم عن يوم ستكون من إدارة تيم كوك.

ستيف جوبز يحمل عقلية نادرة جدًا في هذا الزمن، سواء كنت تختلف بحب الشركة أم لا، ستيف جوبز غير العديد من القواعد في قطاع التكنولوجيا وأثر عليها ببصمات واضحة للجميع وبإبداع لا يختلف عليه اثنان. هذا الشخص قام بتأسيس شركة بعام 1976 في كراج بيتهم والآن أصبحت هذه الشركة من أهم الشركات في العالم في قطاع التكنلوجيا وأكبر شركة من ناحية القيمة السوقية في العالم.

ستستمر آبل بالعطاء وستقدم المنتجات الأفضل، تسألني كيف؟ سأجيبك أنه في آبل لا زالت روح ستيف الإبداعية موجودة وكل موظف لدى آبل هو بطريقة ما.. ستيف جوبز.