حزمة الأبحاث الطبية الجديدة Researchkit تعريف بها وأهدافها

أعلنت شركة آبل خلال حدثها الخاص الذي عقد قبل أيام ( شاهد الملخص ) عن إطلاق حزمة برمجية خاصة للمطورين و المهتمين ببناء تطبيقات متخصصة تساهم في إحداث طفرة في مجال الأبحاث الطبية ، يأتي دخول شركة مثل آبل لهذا المجال بعد أن تجاوز عدد مبيعات الآيفون ٧٠٠ مليون جهاز حول  العالم بالإضافة لما ذكرناه حول رغبة الشركة في إحداث طفرة تقنية في مجال الطب و الصحة بشكل عام في تدوينة (آبل وقيادة طفرة الأحداث الطبية) و كما ورد على لسان نائب رئيس الشركة  جيف وليامز Jeff Williams “أنه عقدت سلسلة محادثات و لقاءات مع الباحثين و العلماء في مجال الطب كانت تدور حول الصعوبات التي تواجههم ولم يتم حلها منذ عقود و أنهم يعتقدون بأن شركة مثل آبل تستطيع مساعدتهم” (المصدر)

 

ظلت الآبحاث الطبية طوال عقود من الزمن تتبع طريقة معينة في كيفية عملها و التي تحتوي على عدد من الصعوبات التي تعيق ظهور تقدم ملحوظ في نتائجها و بالأخص في مشكلات مرضية  معينة، ومن هذه الصعوبات :

• قلة المشاركين

فهناك صعوبة في الحصول على مساهمين و قلة عددهم، فبعض الأبحاث لم تجد سوى ٥٠ شخص يرغب في المساهمة في الدراسات حول مرض ما

• عدم الموضوعية

في مرض مثل داء الشلل الرعاشي Parkinson يتطلب من المريض المشي بخط مستقيم أمام الطبيب الذي يقيم قدرته على السير بخط مستقيم و يقوم بإعطاه علامة من أصل ٤، وهنا ربما يختلف طبيبين على تقييم نفس المريض و كل منهم يعطيه تقييم مختلف.

• إنتظام تدفق المعلومات و المشاركة

من الصعوبات كذلك أن المريض يقوم بزيارة مركز الأبحاث مرة واحدة كل شهر أو أكثر، لإجراء بعض الكشوفات الطبية. و في كل مرة قد تختلف النتائج و التي ترتفع و تنخفض ربما خلال ساعات، و تكون هناك فجوات كبيرة للمقارنة بين النتيجة الحالية و النتيجة السابقة.

• الإستمرار في المشاركة

من الصعوبات التي تواجه الأبحاث الطبية ، عدم إستمرار التواصل مع المريض و رغبتة المشاركة بالبحث الطبي، لأسباب تتعلق بالمسافة بين المنزل و مركز الأبحاث، وصعوبة التنقل خصوصا لكبار السن حتى و إن كانت تلك المراكز في نفس المدينة.

• المساحة الجغرافية

فلا يستطيع معهد أبحاث في بقعة جغرافية ما بالتوسع و تغطية أماكن بعيدة. و قد تكون البيانات التي حصل عليها من المرضى في منطقته غير ملائمة لمنطقة أخرى. فعلى سبيل المثال :مسببات مرض ما  في الشعب الياباني تختلف عن مسبباته في الشعب الأمريكي ، و كذلك تختلف عن الشعب العربي و الأوربي و غيرهم. و مسبباته للشعب نفسه قد تختلف في حال كانو يعيشون في بقعة جغرافية مختلفة. فعلى سبيل المثال مسببات مرض ما في الشعب العربي الذي يعيش داخل موطنه تختلف عن مسببات نفس المرض لنفس الشعب و لكن يعيش مهاجراً في دولة أخرى .

 

 

هنا جاء دور آبل، فالشركة أعلنت بأنه يوجد ٧٠٠ مليون جهاز آيفون حول العالم و كذلك ٩٠٠ تطبيق خاص بالصحة و اللياقة تشارك بياناتها مع تطبيق “صحتي” المتوفر مسبقا ضمن نظام التشغيل iOS 8، ومن خلال حزمة الأبحاث ResearchKit و حزمة الصحة HealthKit تستطيع حل هذة الصعوبات و إحداث طفرة في مجال الصحة بشكل عام و خاصة الأبحاث الطبية بإستخدام الآيفون. فهذه الأجهزة مزودة بمعالجات قوية و حساسات متقدمة تستطيع تتبع حركات الشخص  و أخذ القياسات ( سواء مباشرة مثل قياس دقات القلب  في الساعة الذكية أو من خلال ملحقات تتصل بجهاز الآيفون ) و تسجيل المعلومات المهمة بالنسبة للصحة.

 

حزمة الأبحاث ResearchKit و التي تم عملها بالتواصل مع العديد من الجامعات و مراكز الأبحاث، تم من خلالها بناء خمسة تطبيقات متخصصة كل منها في مرض معين ، وهي :

 

1. داء الشلل الرعاشي Parkinson’s Disease ( إسم التطبيق mPower )
2. أمراض القلب و الأوعية الدموية Cardiovascular Disease ( إسم التطبيق MyHeart )
3. داء السكري Diabetes Mellitus ( إسم التطبيق GlucoSuccess )
4. الأزمة الربوية Asthma ( إسم التطبيق Asthma)
5. سرطان الثدي Brest Cancer ( إسم التطبيق Journey)

كل تطبيق يقوم بخدمة الأبحاث الطبية بشكل مختلف لكي توضح آبل كيف يمكن الإستفادة من إمكانيات و خيارات حزمة الأبحاث. (سيتم شرحها بالتفصيل في تدوينة مستقلة)

كل واحد من هذة المعضلات الطبية تم بناء التطبيق الخاص بها مع عدد من مراكز الآبحاث المهتمة و المتخصصة في هذا النوع. و من خلال هذة التطبيقات أصبح بإمكان المريض المشاركة في الأبحاث الطبية بخطوات سهلة على شاشة الآيفون، الذي سوف يكون أداة طبية لإجراء بعض الإختبارات البسيطة التي يمكن القيام بها في المنزل، بالإعتماد على التقنيات الموجودة في الآيفون مثل الجيرسكوب و المايكروفون ، أو ملحق إضافي يتم توصيله بالآيفون، و أيضا يمكنها الحصول على بعض المعلومات عن النشاط من خلال ساعة آبل الذكية و من خلال تطبيق ” صحتي ” في نظام iOS 8. وهذة البيانات يقوم الآيفون بتسجيلها كل لحظة و كل ساعة و كل يوم  و إرسالها لتلك المراكز بكل خصوصية و سرية. بالإضافة للإجابة على بعض الأسئلة البسيطة المكتوبة بنظام الإختيارات المتعددة.

 

 مفتوحة المصدر

شركة آبل واحدة من الشركات التي كانت تتسم بالإنغلاق في أنظمتها و مصادرها و تطبيقاتها، و السبب هو سعيها لتقديم تقنية و خدمة للمستفيد على أعلى مستوى من الإتقان و الحماية و الجودة، و للأسف كان ينظر لها البعض نظرة قاصرة و المنافسين إتخذوها منطقة للهجوم و إنتقاد شركة آبل. و في مؤتمر المطورين WWDC 2014 قامت بآبل بتغير هذة النظرة السلبية عنها لدى عملاءها فقامت بإتاحة حزم برامجية كثيرة لم تكن متاحة من قبل للمطورين، و تعطيهم مجال أوسع في بناء التطبيقات. و في الحدث الخاص 2015 أعلنت عن حزمة الأبحاث ResearchKit كحزمة مفتوحة المصدر و متوفرة للكل بدون إستثناء للعمل من خلالها على جميع المنصات و تكون متوفرة بسهولة لكل المطورين و مراكز الأبحاث دون الحاجة إلى توفير تجهيزات خاصة.

 

إحترام الخصوصية

من أهم المبادئ التي يقوم عليها الطب هو إحترام خصوصية المريض و حقه بعدم إفشاء معلوماته الطبية، وهذا ما قامت عليه حزمة الآبحاث ResearchKit . فالمريض له الحق في تحميل التطبيق الخاص بالبحث الطبي الذي يرغب بالمساهمة فيه، و له الحق في الخروج من البحث الطبي متى يشاء، كما أن بياناته الشخصية مثل الإسم لن تتم مشاركتها و إنما سوف يحصل على رقم تعريفي.

 

 

الجامعات و مراكز الأبحاث المشاركة

شركة آبل شركة تقنية كما نعلم و خبراتها و إبداعاتها في الأساس هي في مجال التقنية سواء في العتاد أو البرمجيات ، فعندما تخطط آبل لإحداث ثورة في مجال ما و غالبا يكون ليس له علاقة بالتقنية كالموسيقى والترفيه المنزلي والصحة وعالم الموضة، فهي تعمل على إستقطاب خبرات في ذلك المجال للعمل بداخلها كما حدث مع جوناثان إيف عراب تصاميم أجهزة الماك و الآيفون و القادم من وكالة تصاميم لندن “تانجرين”، وكذلك ما حدث مع Ben Shaffer المدير السابق لإستوديو التصميم في شركة Nike و المسؤول عن عدة ابداعات منها تصميم إسوارة نايك Fuel Band و إستقطابه مع Ryan Bailey و Jon Gale في مشروع الساعة الذكية (المصدر). و إستقطاب موظف تنفيذي من أدوبي لإدارة قطاع iAd . و لا أحد ينكر الطفرة التي تحدثها الآن خدمة الدفع من آبل  Pay و السبب يعود لإتفاق آبل مع عدد من البنوك و المؤسسات المالية العملاقة مثل سيتي بنك و فيزا و غيرهم  قبل إطلاقها ، و الأمثلة كثيرة .

لذا فهي بحاجة إلى التعاون و التشاور مع مختصين في نفس المجال الذي تنوي إحداث طفرة تفنية فيه. حتى يكون لدى مبدعيها إلمام أكبر بتفاصيل المعلومات الطبية البحتة التي يجب أن تتوفر في حزمة الآبحاث و ماذا يتوقع منها ، وحتى تقدم آبل جهاز أو خدمة جديرة بإهتمام المستخدم وثقته ، فهي تتبع مقولة ستيف جوبز : ”التفاصيل مهمة ، فهي تستحق الإنتظار لإتمامها بشكل صحيح” . و ها هي اليوم و بعد إنتظار و إهتمام بالتفاصيل تعلن عن إطلاق الحزمة بعد أن قامت بالتعاون مع عدد من الجامعات و مراكز و معاهد البحوث لفهم طبيعة البحث الطبي و طريقة القيام به.

الجامعات التي تشاركت مع آبل في وضع تصور لمجال الآبحاث الطبية و نتج عنه الخمسة تطبيقات التي بنيت من خلال حزمة الآبحاث ResearchKit هي:

– American Heart Association

الجمعية الأمريكية للقلب و جمعية أمريكية غير هادفة للربح تُعنى بأمراض القلب

– Army of Women

مؤسسة أبحاث تعنى بصحة المرأة و خصوصا سرطان الثدي

– Breastcancer.org

منظمة غير ربحية في مجال أبحاث سرطان الثدي

– Dana-Farber Cancer Institute

معهد دانا فاربر لآبحاث السرطان

– The Michael J. Fox Foundation for Parkinson’s Research 

مؤسسة مايكل جي فوكس لأبحاث الشلل الرعاشي “داء باركنسون”

– Icahn School of Medicine at Mount Sinai 

مدرسة طب ماونت سيناي في نيويورك

– University of Oxford

جامعة أكسفورد

– University of Rochester

المركز الطبي بجامعة روتشستر

– Stafford Medical 

كلية الطب بستانفورد

– Susan G. Komen®

منظمة خاصة للمساهمة في إنهاء معاناة النساء من سرطان الثدي ” أسستها سوزان في عام ١٩٨٢ بعد وعد لأختها نانسي التي توفيت ١٩٨٠م بسبب المرض”

– Weill Cornell Medical College

كلية طب ويل كورنيل في جامعة كورنيل

– Xuanwu Hospital, Capital Medical University

– Avon Foundation

منظمة آفون

– Massachusetts General Hospital

مستشفى ماساتشوستس العام

– Penn Medicine: University of Pennsylvania

كلية الطب بجامعة بنسلفانيا

– Sage Bionetworks

منظمة غير ربحة تهتم بمصادر الأبحاث

– UCLA’s Jonsson Comprehensive Cancer Center

مركز جونسون لآبحاث السرطان